خطاب الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في القمة العربية الاسلامية المشتركة يدين بشدة الاحتلال الاسرائيلي والتجاوزات في حق المدنيين في قطاع غزة
أكد خبراء ودبلوماسيون على أهمية مضامين خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عبرت بشكل صريح وواضح عن موقف دولة قطر الثابت في تجريم التجاوزات الفظيعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة.
ونوهوا في تصريحات خاصة للشرق بدعوة سمو الأمير للدول العربية والإسلامية بضرورة اتخاذ موقف حازم وخطوات رادعة تتناسب مع ثقل ووزن الدول المشاركة وعدم الاكتفاء بالبيانات والاستنكارات فقط الى جانب أهمية تحذير سموه بأن تجاوزات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان يلحق الضرر بالأمن القومي العربي والإسلامي والخليجي مما يستدعي تدخلا لحجم الكارثة التي تحدث في القطاع.
سفير تركيا: دعم لصمود الفلسطينيين
أشاد سعادة سفير الجمهورية التركية في الدوحة د. مصطفى كوكصو بكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي انعقدت في الرياض. وشدد السفير كوكصو على ما جاء في كلمة سمو الأمير بضرورة فتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإيصال المساعدات للمتضررين والمنكوبين في غزة دون أي عوائق أو شروط. كما أكد كوكصو على سقوط المجتمع الدولي في الاختبار بعد احداث غزة الأخيرة وهو ما ذكره سمو الشيخ تميم «وقد فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما من شأنه إيقاف جرائم الحرب والمجازر المرتكبة باسم الدفاع عن النفس، ووضع حد لهذه الحرب العدوانية».
فيما قال السفير كوكصو إن الدوحة وأنقرة تتفقان على ما قاله أمير قطر حول موقف دولة قطر الثابت والتاريخي الداعم لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة.
كما أشاد كوكصو بجهود قطر لخفض التصعيد، والذي ذكره سمو الأمير «إننا ماضون في دعم كافة الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، بما في ذلك بذل الجهود في الوساطة الإنسانية لإطلاق سراح الرهائن، ونأمل في التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل تجنب القطاع تفاقم الكارثة الإنسانية التي حلت به».
كافيرو: دعوة لاتخاذ إجراءات عملية
قال جورجيو كافيرو الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الخليج: إن خطاب سمو الأمير في قمة المملكة العربية السعودية يؤكد التزام قطر الثابت منذ عقود بالقضية الفلسطينية. لقد بذلت القيادة في الدوحة قدراً كبيراً من الجهود الدبلوماسية، قبل وبعد السابع من أكتوبر، لدفع المجتمع الدولي نحو مجموعة من الإجراءات المطلوبة لحل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولطالما شددت القيادة القطرية على النقطة المتمثلة في أن الاحتلال الإسرائيلي والتطهير العرقي وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم هي في قلب هذا الصراع.
والآن تتكثف الضغوط على زعماء الدول العربية والإسلامية لكي يكثفوا جهودهم ويتجاوزوا الخطابات ويتخذوا الإجراءات التي من شأنها ردع العدوان الإسرائيلي. وأوضح خطاب سمو الأمير أن وقت العمل قد حان، وأن مجرد إدانة إسرائيل وإصدار البيانات التي تدين إسرائيل لن يكون مرضياً».
وتابع: «ولكنني أتساءل ما هو نوع الإجراءات التي سيتخذها العالم العربي الإسلامي لردع العدوان الإسرائيلي؟ تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الإسلامية الأخرى بقدر كبير من النفوذ الذي يمكنها استخدامه عندما يتعلق الأمر بإنتاج النفط، وعندما يتعلق الأمر بالاستثمارات في الاقتصاد الأمريكي، وما إلى ذلك.
كريج: خطاب صريح يفضح جرائم إسرائيل
أكد الدكتور أندرياس كريج الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية كينجز كوليدج لندن والخبير في شؤون الأمن والدفاع، أن خطاب صاحب السمو يجدد موقف دولة قطر القوي للغاية ضد العدوان الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني. وقال: «إن خطاب سمو الأمير أدان بوضوح غض الطرف من قبل العالم الغربي وحلفاء إسرائيل عن الفظائع وجرائم الحرب الدولية التي ترتكب في غزة.
تعتبر قطر المدافع الأهم عن القضية الفلسطينية تفعل كلا الأمرين. فمن ناحية، تدعو شركاءها المسلمين والعرب إلى الوقوف معًا وخلق وبناء موقف مشترك ضد الفظائع التي ترتكبها إسرائيل.
وهي تجري في الوقت نفسه محادثات مع إسرائيل وجميع الأطراف على أمل إيجاد حل لخفض العمليات اللازمة لتهدئة الوضع في غزة، وهو أمر إيجابي. تعتمد قطر على الدبلوماسية لأنه في نهاية المطاف، ما نحتاجه هو أن تجلس جميع أطراف هذا الصراع، بما في ذلك العالم الإسلامي والعالم العربي وكان على الإسرائيليين أن يجلسوا إلى الطاولة وبناء مبادرة سلام جديدة.
نحن بحاجة إلى إطار سلام جديد». وتابع: «أعتقد أن صاحب السمو أدلي ببيان قوي للغاية هنا لتأييد مبادرة السلام العربية. ومن المؤكد أن هذا هو الموقف الذي تؤيده المملكة العربية السعودية أيضًا خاصة مع وجود اتصالات قطرية كثيفة بين الدول العربية خلال اليومين الماضيين.
من الواضح تمامًا أن الدول تقوم ببناء تحالف للضغط من أجل حل الدولة وإحياء حل الدولتين، وهو ما أعتقد أنه يجب أن يكون الحد الأدنى المطلوب من قمة جامعة الدول العربية أو قمة المنظمات الإسلامية الدولية. إن الدول العربية والإسلامية بحاجة إلى بيان واضح مفاده أن الفلسطينيين يحتاجون إلى دولتهم الخاصة، وأنهم بحاجة إلى عدالة اجتماعية.