قطر مفاوض ماهر بين إسرائيل وحماس لتأمين إطلاق سراح الرهائن وادخال المساعدات
أكد تقرير لمعهد تشاتام هاوس أن قطر برزت بشكل خاص باعتبارها مفاوضًا ماهرًا بين إسرائيل وحماس في تأمين إطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العلاقات التي بنتها الدوحة ليس فقط مع القوى الغربية والأطراف السياسية في المنطقة.
وبين تقرير المعهد البريطاني أن كلا من قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تمكنوا من تعزيز نفوذهم المتزايد كوسطاء وجهات فاعلة استراتيجية على مستوى العالم. إن الدور الذي يمكن أن تلعبه كل دولة خليجية في تأمين التنازلات يتوقف على موقفها الفريد في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، وربما الأهم من ذلك، ما إذا كانت مستعدة للتنسيق كجبهة موحدة لقيام الدولة الفلسطينية.
مفاوض ماهر
وقال التقرير: مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع، يبرز الخليج العربي كقوة حاسمة لمنع انتشارها في جميع أنحاء المنطقة. وربما تمتلك دول الخليج المفتاح لإحياء اتفاق السلام الذي أعلن العديد من صناع السياسات وفاته منذ فترة طويلة: حل الدولتين.
وقال أندرياس كريج من كلية الدراسات الأمنية بجامعة كينجز كوليدج في لندن: «نحن عند نقطة المنعطف حيث كل شيء ممكن...يمكنك انتزاع تنازلات من إسرائيل لم يكن بإمكانك انتزاعها قبل عام مضى”.
وبين كريج أن علاقات قطر مع حركة حماس وكذلك مع إيران، مكنتها من “الحفاظ على أهميتها على المسرح العالمي” و”أن تصبح لا غنى عنها للقوى العظمى”. موضحا:» «الحوار هو العنصر الأول في سياستهم الأمنية الخارجية. إن القيام بدور الوسيط والربط بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية هو أمر لا تستطيع أي دولة أخرى في الخليج القيام بها.»
لقد أثبتت قطر نفسها كوسيط موثوق به خارج منطقة الشرق الأوسط، كما يتضح من وساطتها الناجحة بين الولايات المتحدة وفنزويلا وأوكرانيا وروسيا. وقال مهران كامرافا، أستاذ العلوم الحكومية وخبير الشرق الأوسط بجامعة جورجتاون قطر، إن هذا الدور ساهم في حماية البلاد من الواقع السياسي المضطرب في المنطقة. وقد سمحت علاقات الدوحة مع طهران لها بتجنب الانجرار إلى صراعات أوسع، على سبيل المثال في عام 2020 عندما قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني وردت إيران على القواعد الأمريكية في العراق.
وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، «هناك خيبة أمل تحدث تحت أعيننا، حيث تفاجأنا بعدم رغبة الولايات المتحدة مرة أخرى في الضغط على إسرائيل بشكل أكبر من أجل وقف إطلاق النار أو تقديم المساعدات الإنسانية إن خيبة الأمل هذه مستمرة.»
دفعة من أجل إقامة دولة فلسطينية
وأبرز التقرير أن نفوذ الخليج يمكن أن يدفع دوله،، إلى دفع إسرائيل في نهاية المطاف إلى قبول دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات.. وقال كريستيان أولريشسن، زميل شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر لأبحاث الشرق الأوسط: «لقد أوضحت للحكومات في جميع أنحاء الخليج أن الجمهور غير مستعد للتطبيع مع إسرائيل، خاصة إذا شعروا أنه لا يوجد مكسب للفلسطينيين من القيام بذلك». ومن الواضح أنه سيطلب ثمنا باهظا للغاية فيما يتعلق بتقديم تنازلات ذات معنى تجاه الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق