الدور القطري الدبلوماسي لاتفاق الهدنة الانسانية في قطاع غزة يتصدر وسائل الاعلام العالمية
تصدر نجاح جهود قطر الدبلوماسية في تسهيل مفاوضات التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وسائل الإعلام العالمية، وأبرزت التقارير الإعلامية أهمية الدور القطري في تحقيق الوساطة وإطلاق الرهائن مستعرضة السجل المتميز للدوحة في الوساطة وحل القضايا العالقة.
وأكد تقرير لفرانس 24 أن قطر عززت موقعها كوسيط متخصص في حل أزمات حساسة تشمل تبادل سجناء ومعتقلين، من خلال استخدام نفوذها للمساعدة في الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وتابعت: يرى محللون أن قطر اعتمدت توازناً دقيقاً سمح لها بإقامة علاقات ودية مع القوى الغربية وجماعات أخرى.
أستضافة القيادة السياسية لحركة حماس
وبشأن جهود الوساطة، لفت حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط، ومقره جنيف، إلى أن قطر «تتمتع بميزة لا يتمتع بها المرشحون الآخرون للتفاوض إذ انها تستضيف القيادة السياسية لحركة حماس» في الدوحة منذ نحو عشر سنوات.
وأوضح أن القيادة السياسية للحركة هي «الجهة الوحيدة المخولة التفاوض باسم حماس وباسم كتائب عز الدين القسام». وأضاف التقرير: وعلى الرغم من أن مصر شكلت وسيطاً رئيسياً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في السنوات الأخيرة، وفي حين لم تخف تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان رغبتها في لعب دور أيضاً، بدت قطر الدولة الأكثر قدرة على المساعدة في عودة الرهائن بشكل آمن. وتُعتبر الدوحة حليفا رئيسيا لحلف شمال الأطلسي وتحظى باحترام الولايات المتحدة.
وأبرزت القناة الفرنسية أن قطر قامت بنشاط دبلوماسي مكثف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر وكانت وساطة قطرية نجحت في الإفراج عن عدد من الرهائن. واعتبر الباحث في مركز البحوث الدولية والخبير في قضايا الرهائن حول العالم إيتيان دينيا أن قطر «تخصصت في إطلاق سراح الرهائن»، وبالتالي تمكنت من جني فوائد تجاربها السابقة.
وقال «إنها الدولة التي تتحدث إلى الجميع، بما في ذلك الذين يتم تجنبهم، ولديها شبكات جيدة». وأشار حسني عبيدي إلى أن «قطر لا تجري وساطتها الأولى، وتراكم هذه الوساطات جعلها محاوراً أساسياً». وساهمت الدوحة في سبتمبر في إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في إيران، وسهلت إطلاق البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل في مايو الماضي، والذي كان محتجزاً في طهران أيضاً.
وأدت قطر في عام 2013 دوراً في إطلاق سراح مدرسة سويسرية اختطفت في اليمن عام 2013، وفي الإفراج عن رهائن في مالي في العام نفسه. ومؤخراً، في 16 أكتوبر وبينما كانت كل الأنظار متجهة إلى غزة، أعلنت قطر أنها أعادت إلى أوكرانيا أطفالاً أوكرانيين كانت روسيا قد رحلتهم.
وسيط رئيسي
فيما قالت شبكة سي أن أن، أن قطر توسطت في هذا الاتفاق المعقد، حيث عملت كوسيط رئيسي بين حماس وإسرائيل. وهو ما يمثل انفراجة دبلوماسية كبيرة بعد حوالي سبعة أسابيع من بدء الصراع الذي أنتج أزمة إنسانية في القطاع. وجاءت الصفقة بعد ضغوط متزايدة على الحكومة الإسرائيلية من عائلات الرهائن، الذين طالبوا نتنياهو بإجابات وإجراءات.
كما يأتي وسط ضغوط دولية متزايدة لمزيد من الدعم الإنساني لشعب غزة. وأضافت اقترح مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر أن الترتيب الخاص بالمرحلة الثانية من التبادل المضمن في الصفقة لديه القدرة على خلق هدنة إنسانية أطول من مجرد الأيام الأربعة المنصوص عليها في الأصل. وسيسمح هذا التوقف أيضا بدخول قوافل إنسانية ومساعدات إغاثة إضافية تشتد الحاجة إليها إلى القطاع.
وقالت الشبكة الأمريكية أن عائلات الرهائن رحبت أولاً بالآمال المحفوفة بالمخاطر بعد الاتفاق بين إسرائيل وحماس وتشمل تلك المساعدات الوقود «المخصص للاحتياجات الإنسانية». ودعت الجماعات الإنسانية منذ أسابيع إلى السماح بدخول الوقود إلى غزة، بحجة أنه ضروري لطهي الطعام ومواصلة العمليات في المستشفيات، التي تكافح من أجل إبقاء المرضى، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة، وسط انقطاع التيار الكهربائي ونقص الإمدادات والقصف. كما تعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم والمنظمات الدولية على تكثيف الضغوط من أجل زيادة إيصال المساعدات إلى القطاع.
شبكة بلومبيرغ
من جهتها أبرزت شبكة بلومبيرغ دور قطر أساسي في استمرار المفاوضات ونجاحها في الوصول إلى إتفاق. وأوضحت بالنسبة لفريق بايدن، بزغ بصيص من الأمل عندما أطلقت حركة حماس سراح أم أمريكية وابنتها في 20 أكتوبر، وهذا ساعد في منح مسؤولي البيت الأبيض الثقة بأن المفاوضات من خلال الدوحة يمكن أن تسفر عن نتائج، كان هذا أول نجاح رئيسي لمجموعة عمل شكلتها قطر في وقت سابق، وعملت مع مصر واثنين من المسؤولينالأمريكين.
ومع تقدم المحادثات، لعبت قطر دورا كبيرا وقادت اتصالات مهمة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحماس.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق