جهود دبلوماسية من قطر ومصر وأمريكا
أكد مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء في الشؤون الخارجية وملف الشرق الأوسط أن الجولة الجديدة من المحادثات المتوقع انعقادها الخميس تعد شديدة الأهمية، وذلك عقب موافقة إسرائيل على إرسال مفاوضين إلى محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بعد جهود دبلوماسية من قطر ومصر وأمريكا، وهو ما يؤكد أهمية البيان المشترك للدول الثلاث بالدعوة إلى عقد محادثات بين إسرائيل وحماس في الخامس عشر من أغسطس في الدوحة أو القاهرة. ويرجح الخبراء أنه سوف يُنظر إلى الدفع نحو محادثات جديدة على أنه محاولة من جانب الولايات المتحدة وشركائها لمنع التوترات الإقليمية من الخروج عن نطاق السيطرة، بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي؛ لاسيما بعد التعهد الإيراني بالرد، والاتهام المباشر لإسرائيل بالمسؤولية عن مقتل هنية، وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلق بشكل مباشر على عملية القتل، إلا أنها في حذر «مرتفع» للغاية تجاه التطورات.
أهمية حيوية أكد مايكل كوينسكي، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً، والمستشار الأمني المفوض بالشأن الإيراني بالمعهد الإستراتيجي للسياسة والأمن أن أهمية البيان تأتي في دعوته ومضامينه وأيضاً جبهات دعمه الدولية، في الدعوة المباشرة إلى إسرائيل وحماس إلى استئناف المحادثات «لإغلاق جميع الفجوات المتبقية والبدء في تنفيذ الاتفاق دون مزيد من التأخير»، موضحا موقف الوسطاء بأنه «إذا لزم الأمر، فنحن مستعدون لتقديم مقترح نهائي لحل قضايا التنفيذ المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف»، بدعم من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، والرئيس جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث إن الاتفاق هو ذاته الذي كان يتم التفاوض حوله في الدوحة، ويستند إلى «المبادئ» التي حددها الرئيس بايدن مسبقًا في 31 مايو - والتي اقترحت صفقة تبدأ بوقف إطلاق النار الكامل والإفراج عن عدد من الرهائن.
تأييد عالمي من جهته، قال آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي إن المباحثات في الدوحة مدعومة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأيضاً من الاتحاد الأوروبي الذي أكدت رئيسته أورسولا فون دير لاين إنها تدعم «بقوة» الجهود القطرية والمصرية والأمريكية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظل الحاجة إلى وقف فوري للعنف، باعتبارها الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأرواح، واستعادة الأمل في السلام، وتأمين عودة الرهائن، الأمر نفسه الذي أكده وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأنه تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لإطلاعه على التغييرات التي طرأت على القوات الأمريكية في المنطقة والتأكيد على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، فيما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المملكة المتحدة «تؤيد بالكامل» خطة المحادثات، مضيفا أنها ترحب «بالجهود الدؤوبة التي يبذلها شركاؤنا في قطر ومصر والولايات المتحدة.
ورغم جولات المحادثات العديدة، فإن التحدي المتمثل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يظل بحاجة لمزيد من العمل الدبلوماسي الكبير من أجل احتواء حدة التصعيد الواقعة عقب اغتيال هنية.