مسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية يشيد بدور القيادة القطرية في الوساطة لوقف اطلاق النار في قطلع غزة
أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، والخبير الأكاديمي بشؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه أن الجهود والتواصل المستمر بين القيادة القطرية والإدارة الأمريكية بشأن التطورات في قطاع غزة، هي مؤشر على الامتنان الأمريكي والغربي الذي تحظى به الدوحة لأدوارها الحاسمة حسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض والخارجية، كلاعب مهم في الجهود المبذولة للتوسط في النزاع المتجدد في غزة، مشيرا إلى الاتصال الأخير الذي جمع بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والرئيس الأمريكي جو بايدن.
العلاقات القطرية - الامريكية
يقول د. رافيل شانيسكي: إن العلاقات القطرية- الأمريكي تشهد دفعة إضافية من التعاون، عبر وساطة قطرية ناجحة وفاعلة ليس فقط في فلسطين ولكن مع إيران ومؤخراً فنزويلا، في بيانات فارقة تعلن عنها الخارجية القطرية بالوصول إلى أخبار «طيبة» في مشهد لم نستقبل فيه سوى أرقام تتكدس من الخسائر المدنية والمخاطر الإستراتيجية والجيوسياسية المحدقة، فدور الدوحة في «إخماد نيران» العنف و«إذابة ثلوج» العلاقات لاسيما في صفقة إطلاق سراح فنزويلا الأخيرة لمواطنين أمريكيين، يؤكد ما أوضحه مسؤولون أمريكيون عن أهمية قطر البالغة في إنجاز الكثير من المهام الدبلوماسية والإستراتيجية التي لم تكن لتتحقق لولا المجهودات القطرية الواضحة، وقطر لديها رصيد كبير من الشراكة مع أمريكا، حيث تستضيف الدوحة، الرائدة في صناعة الغاز الطبيعي المسال، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، ولكن العلاقات القطرية- الأمريكية تعود إلى 1972 وتضم مجالات متنوعة للشراكة تتضمن الأمن الإقليمي والطاقة والتعليم والاقتصاد والتعاون الأمني والدفاعي والشراكة في جهود مكافحة الإرهاب؛ حيث تتعاون قطر مع الجيش الأمريكي في مكافحة التطرف العنيف، وتدير عمليات في أماكن بعيدة مثل القرن الأفريقي، كما لعبت الدوحة دوراً بارزاً في أفغانستان بعد وصول طالبان إلى السلطة، وكان دورها في تنسيق الخروج الآمن لعشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك المواطنين والمتعاونين مع أمريكا، لا يقدر بثمن بالنسبة للحكومة الأمريكية؛ حيث تم إجلاء ما يقرب من 40٪ من جميع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عبر قطر، وفي السنوات التي سبقت استيلاء طالبان على السلطة، لعبت قطر دورا محوريا في استضافة اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأعضاء من طالبان في العاصمة الدوحة، برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد وأظهرت تلك المباحثات اعتماد الولايات المتحدة على قطر كوسيط رئيسي.
رصيد دبلوماسي بارز
ويتابع د. رافيل شانيسكي في تصريحاته قائلاً: إن قطر سجلت خلال السنوات الماضية رصيداً دبلوماسياً برز بصورة واضحة في ملفات الوساطة، والأمر لا يتوقف فقط عن مهارة المفاوضين القطريين وتبنيهم لرؤى داعمة لاحتواء النزاعات، فإن تلك الرؤى القطرية لم تتكون بمعزل عن وجود قطر في مقدمة النفوذ الفاعل بامتلاك أدوات مباشرة للمعلومات والتواصل ما يمنحها قدرة أكثر إنجازاً في تحقيق مكتسبات واضحة كما شاهدنا في أدوارها البارزة في المشهد الفلسطيني ومع أطراف النزاع، والدوحة كما يرى الخبراء أنها تتبنى عبر تلك النجاحات أو الخروقات الدبلوماسية الفارقة في تحقيق مكتسبات مهمة -وما يرتبط بها من إشادة من الولايات المتحدة- كدليل على أنها صحيحة في استراتيجيتها المتمثلة في إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع العديد من الجهات الفاعلة المتعارضة، ودورها في الصراع الحالي يعطي دفعة لمكانتها الجيوسياسية.
واختتم د. رافيل شانيسكي تصريحاته لافتاً إلى أن الإعلام الأمريكي دائما ما طرح سؤال «الأدوار القطرية» المهمة، بتفصيل معلوماتي وبتتابع لافت عن أرصدة وساطة قطر سواء في غزة ومن قبل لبنان والسودان ومؤخراً مع أفغانستان وإيران وفنزويلا وبكل تأكيد في المشهد الفلسطيني المتصاعد، وعلى الرغم من الإدراك البارز من مختلف الحكومات الغربية لأهمية الأدوار القطرية إلا أن ذلك لم يكن يتم تسليط الضوء عليه بالزخم الإعلامي نفسه، فحينما امتدت التغطية الإعلامية الواسعة للحرب على غزة، برز الدور القطري في ملفات إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدنة، وصفقة تبادل سجناء بين أمريكا وإيران، وكذلك بين واشنطن وكراكاس، مما عزز المزيد من الاهتمام بأرصدة النجاحات القطرية البارزة على الصعيد الدبلوماسي.