الدعم القطري للحل السياسي في غزة
كشفت نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون منطقة الشرق الأدنى باربرا ليف عن تحرك ثنائي قطري أمريكي للجم الحرب، التي تقترب من إنهاء شهرها التاسع، مبية أن مخاطر استمرار القتال تستدعي استثمار مواقف الدوحة الإيجابية لتطويقها، والاستفادة من خبرتها السياسية مع المجتمع الدولي، وتكثيف الجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق.
حيث قالت خلال لقاء افتراضي للمسؤولة الأمريكية مع عدد من الصحفيين، قالت ليف إن هناك تحركا ثنائيا بين الإدارة الأمريكية ودولة قطر، للضغط باتجاه وقف الحرب المدمرة في قطاع غزة، وثني (إسرائيل) عن توسيع رقعتها لتشمل دولاً أخرى في المنطقة، دون إغفال تهيئة الأجواء وفتح الأفق أمام الحل السياسي، القائم على تنفيذ حل الدولتين، وفق القانون الدولي، وخصوصاً في ظل توالي الاعترافات الأوروبية والدولية بدولة فلسطين.
وأضافت: «ما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة من قصف متواصل وتفشٍّ للمجاعة، يستدعي توحيد كل الجهود وتجنيد كل الطاقات في الإقليم، ونسعى للاستفادة من مكانة دولة قطر الإقليمية والدولية، في مساعي وقف الحرب، ولجم الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني».
وتابعت: «نسعى مع القيادة القطرية إلى حشد المجتمع الدولي للضغط باتجاه وقف الحرب في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإغاثية للسكان، وتكثيف الجهود لإيجاد أفق سياسي جاد، يفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل، القائم على مبدأ حل الدولتين، وبما يضمن السلم والأمن والاستقرار المستدام في المنطقة».
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى استثمار إفرازات علاقاتها المتينة والإستراتيجية مع دولة قطر، والاستفادة من الخبرة الدبلوماسية القطرية لتطوير الموقف العربي والدولي بمد أكبر، وحشد كل الطاقات والجهود لوقف الحرب على قطاع غزة، وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية للسكان والنازحين، كمقدمة للانطلاق نحو الهدف الأسمى والأهم، بحل شامل للقضية الفلسطينية.
واستناداً إلى مراقبين، يعيد الحراك القطري الأمريكي تذكير المنطقة ودول العالم، بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، فضلاً عن التأكيد على جملة من الثوابت الرئيسية، التي تشكل إجماعاً عربياً ودولياً، وفي مقدمتها وقف الحرب الدموية على قطاع غزة، ورفض تهجير الفلسطينيين، أو تصفية القضية الفلسطينية.
وبرأي الخبير في العلاقات الدولية وسام بحر، يريد صناع القرار السياسي في كل من الدوحة وواشنطن، إيصال رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أنه آن الأوان لحل القضية الفلسطينية بعد كل هذه العقود من الصراع، مع إدامة الجهد والتنسيق المشترك بين دول الإقليم، لخلق أفق سياسي يفضي إلى تحقيق السلام العادل في المنطقة، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومن شأنه أن يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي المقدمة منها إقامة دولته المستقلة.
يقول بحر لـ «الشرق»: «سعت دولة قطر على الدوام إلى توحيد الموقف العربي وتطويره، بهدف طرحه أمام المجتمع الدولي كي يتحمل مسؤولياته تجاه حق الفلسطينيين في أن ينعموا بدولة مستقلة، كي يعم الاستقرار والهدوء في سائر أرجاء المنطقة العربية، وجلي أن تنسيق المواقف ما بين الفلسطينيين والأشقاء العرب، وخصوصاً الدول الوازنة وفي مقدمتها دولة قطر، مع المجتمع الدولي، سيخلق حالة إجماع عربي عالمي للتعامل مع الوضع الراهن، فضلاً عن الجهوزية لتنفيذ الحل الدائم، عند طرح خطة سلام شاملة، لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
وبدورها ثمنت الخارجية الفلسطينية، الدور النشط والمحوري لدولة قطر، وكفاءتها وخبرتها الدبلوماسية في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن مواقفها هذه تعبّر عما توليه من دعم واهتمام بالقضية الفلسطينية، وتأتي منسجمة تماماً مع الموقف الفلسطيني.
ويمني الفلسطينيون النفس، بأن يكون الحراك القطري الأمريكي وفقاً لـ»باربرا ليف» استكمالاً لتنسيق المواقف مع كل الدول المؤثرة، خصوصاً وهم يقفون أمام استحقاقات مصيرية وتحديات كبيرة تواجهها قضيتهم، ما يحتم على الفلسطينيين أنفسهم، الاتفاق على موقف موحد، وتحديد رؤية مشتركة، لمسار وقف الحرب العدوانية في قطاع غزة، قبل فوات الأوان.
واستناداً إلى خبراء ومحللين، فإن الجهد السياسي القطري مع الفلسطينيين من الأهمية بمكان، إذ تعيش غزة فصول المجاعة الحقيقية، لكن ما يأمله الفلسطينيون، سواء كان في مسار الدوحة مع الأطراف ذات العلاقة، أو غيره من المبادرات العربية والدولية، هو وقف حرب الإبادة، وتطويق العدوان.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق