نصيحة من الدكتور يوسف المسلماني - المدير الطبي لمستشفى حمد العام ومدير مركز قطر لزراعة الأعضاء بمؤسسة حمد الطبية، تجنباً للوقوع ضحية للاتجار بالأعضاء، وحذر من إجراء عمليات زراعة الأعضاء في الخارج، مرجحاً عدم خضوع المتبرع للفحوصات اللازمة التي تؤكد سلامته في بعض المنشآت الصحية غير المعتمدة في تلك الدول، أو أن المريض قد لا يحصل على الرعاية الطبية ومتابعة حالته الصحية بصورة مستمرة من قبل فريق طبي مؤهل لذلك.
وشدد الدكتور يوسف المسلماني على أنَّ مؤسسة حمد الطبية تقدم مستوى رعاية يضاهي المراكز الطبية العالمية للمتبرعين والمتلقين، حيث يخضع المتلقي لسلسلة من الفحوصات قد تستمر لمدة 6 أشهر للتأكد من قدرته على تحمل العملية، وأدوية المناعة ما بعد العملية، وبنفس القدر يتم إجراء عدد من الفحوصات للمتبرعين الأحياء للتأكد من سلامتهم وقدرتهم على تحمل العملية، مشيرًا إلى أنَّ مؤسسة حمد الطبية أيضا تقدم رعاية مدى الحياة لكل من المتلقين والمتبرعين.
ودعا الدكتور يوسف المسلماني الجمهور أو المرضى للثقة التامة بالفريق الطبي القائم على برنامج زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية، إذ إنَّ الفريق الطبي خاضع لأعلى معايير التدريب والتأهيل على إجراء جراحات زراعة الأعضاء، وما يؤكد الأمر هو نسب النجاح التي تحققها جراحات زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية مقارنة بنسب النجاح التي تحققها جراحات زراعة الأعضاء على المستوى العالمي، ويضاف إلى الخبرات البشرية توفير أحدث التقنيات والمعدات والأجهزة الطبية لهذا النوع من الجراحات، علاوة على مستوى الرعاية التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية للمتلقي، والمتبرع قبل وبعد العملية".
وكشف الدكتور يوسف المسلماني النقاب عن إجراء قرابة الـ35 عملية زراعة أعضاء ما بين 30 عملية زراعة كلى، و3 عمليات زراعة كبد وعمليتين زراعة رئة خلال 2022، مؤكداً أنَّ نسبة نجاح عمليات زراعة الأعضاء في قطر وصلت إلى 100 % موضحا أن هناك عيادات متخصصة لمتابعة حالات المرضى بعد إجراء عمليات الزراعة على المدى البعيد لضمان المتابعة المستمرة، والتأكد من استقرار حالاتهم الصحية، حيث توجد عيادات خاصة لمتابعة مرضى الكبد والكلى والرئة.
وأوضح الدكتور يوسف المسلماني: "إنه منذ إطلاق برنامج نقل وزراعة الأعضاء عام، نعمل بلا كلل أو ملل في تعزيز الرعاية الاستثنائية التي نقدمها لمرضانا، فنحن لدينا فريق متعدد التخصصات بقيادة عدد من الخبراء العالميين يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل مستوى من الرعاية لمرضانا الذين تطلبت حالاتهم الخضوع لمثل تلك الإجراءات".
وبين الدكتور يوسف المسلماني قائلاً "إننا بمؤسسة حمد الطبية نعمل على عدة محاور، أهمها تشجيع المرضى من المؤهلين للزراعة، ونحن دوما نطمئن المتبرع والمتلقي بأن التبرع لن يؤدي إلى تراجع صحة المتبرع، كما أنَّ المتبرع يخضع لقائمة فحوصات طويلة على مدار أشهر للتأكد من سلامته وقدرته على التبرع".
وأكد الدكتور يوسف المسلماني أنَّ برنامج التبرع بالأعضاء حقق نجاحا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال خفض أعداد المرضى الذين يسافرون إلى الخارج لإجراء جراحات زراعة الأعضاء بمعدل 85 %، ولابدّ من الإشارة إلى أن برنامج التبرع وزراعة الأعضاء لا يزال يواصل جهوده الرامية إلى تحقيق الرؤية التي يتطلّع إليها والمتمثّلة في توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لجميع المرضى من مختلف الجنسيات، لافتا إلى تسجيل ما يقارب 480 ألف متبرع بالأعضاء بعد الوفاة فى السجل الوطني للتبرع بالأعضاء، مؤكدا أنَّ التسجيل يشهد تزايداً مستمرا من قبل مختلف سكان دولة قطر، الأمر الذي يعكس نجاح البرنامج وقدرته على كسب ثقة الجمهور باعتبارهم الأساس في نجاح السجل الوطني للتبرع بالأعضاء، موضحا أن التبرع بين الأحياء تفوق نسبة المتبرعين بعد الوفاة، لافتا إلى أنه خلال العام الماضي وصل عدد الحالات التي استقبلتها لجنة الأخلاقيات المسؤولة عن التبرع بين الأحياء إلى 150 شخصا حيث تقوم اللجنة بدراسة الحالات جيدا والتأكد من التوافق أو التطابق بين المتبرع والمتبرع له ومن ثم تجهيز الحالتين لإجراء الجراحة موضحًا أنه لم يتم تسجيل أي حالات ضرر على الإطلاق بين الأشخاص الذين تبرعوا بالأعضاء أحياء.
وبين الدكتور يوسف المسلماني أن مركز قطر للتبرع بالأعضاء "هبة" يقع داخل مركز فهد بن جاسم لغسيل الكلى، مشيرا إلى إتاحة المجال أمام الجمهور للذهاب إلى هناك وتعبئة الاستمارة الخاصة بالتبرع بالأعضاء، مشيرا إلى أنه يتم منح المتبرع بطاقة خاصة توضح أنه من المتبرعين بالأعضاء، داعيا الراغبين في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة للعمل على إخبار أسرهم عن ذلك الأمر، مشيرا إلى أن القانون في دولة قطر يعتبر التوقيع على استمارة التبرع بالأعضاء وصية، إلا في حال عدم موافقة الأسرة على تنفيذ الوصية، فيقوم الفريق الطبي بالامتثال لرغبة الأسرة بالرغم من وجود استمارة تبرع بالأعضاء ضمن مقتنيات المتوفى، والتي بحكم القانون يجوز تنفيذ وصية المتوفى، إلا أن الأمر بالنسبة للطاقم الطبي مبني على الثقة بينه وبين الجمهور.