تمكّنت الفلسطينية وفاء أبو شقير من السمع بوضوحٍ لأول مرة في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة والممول من صندوق قطر للتنمية، حيث أجرى الفريق الطبي القطري لها عملية زراعة قوقعة قبل بضعة أشهر تكللت بالنجاح،وعانت وفاء البالغة 34 عامًا من ضعف حاد في السمع لسنوات طويلة انتهى بفقده كاملًا، ما أدى لدخولها مرحلة من الحزن الشديد والبكاء المستمر.وتحكي الفتاه قائلة: "كنت أشعر بضعف شديد حين تجتمع أخواتي المتزوجات في بيت العائلة حيث أسكن، فأطلب منهنّ أن يرفعن أصواتهن كي أتمكن من سماع أحاديثهنّ، ثم سرعان ما أشعر بالأسف والحسرة لعدم تمكّني من سماع كل شيء فأتركهنّ وأدخل غرفتي، أغلق الباب وأبكي بكاءً شديدًا".
وتروي: "ضعُف سمعي بشكل فجائي حين كنت بعمر الرابعة وكنا وقتها نعيش في ليبيا، وحين ذهب بي والدي للطبيب أخبره أنني بدأت أقترب من فقد السمع لشدة ضعفه، وكان الحلّ حينها تركيب سماعة بالطبع كانت تقليدية، فتمكّنت من خلال تلك السماعة وسماعات غيرها من دخول المدرسة وإنهاء كل مراحلي التعليمية، لكن الأمر لم يكن سهلًا، فقد كنت أعتمد على فهم الآخرين عبر حركة الشفاه أكثر من فهمهم عبر السمع، وكنت أواجه الكثير من المشكلات".
وتكمل: "كنت أشعر بقلق والداي عليّ حين أخرج لوحدي، فلا أنسى كيف كان يترك أعماله ليخرج برفقتي أيام الاختبارات، وهذا كان يشعرني بالأسف أيضًا، ولمّا فقدت السمع بالكامل بِتُّ في حالة يُرثى لها".
كان أمر الموافقة على إجراء عملية زراعة قوقعة في مستشفى حمد على يد الفريق الطبي القطري إنسانيًا، بعد التعرف على حالتها الصعبة واحتياجها الماس لتلك العملية، خاصة أنها عملت في السلك التدريسي فترة من الزمن وأبلت بلاءً حسنًا، لكن فقد سمعها حال دون استكمالها عملها الذي تحب.
ثم أعطاها الفريق الطبي القطري إكليل وردٍ بمناسبة نجاح العملية، إنهم عظماء بعظيم صنعهم وكرمهم وعطائهم، كل كلمات الشكر لا توفيهم حقهم، إنني أفتخر بهم وأحبهم حبي لأهلي وإخوتي فبارك الله فيهم وفي حسناتهم".
بعد نجاح العملية وعودة السمع لوفاء تمامًا، صارت تخرج لكل الأماكن لوحدها لا تحتاج من يساعدها أو يقف بجانبها لقد أصبحت تعتمد على نفسها اعتمادًا كلياً، ولأول مرة في حياتها تستخدم الهاتف الجوال، للتحدث به والاتصال مع الآخرين، فلم يسبق لها وأن تمكنت من استخدامه يومًا لعدم قدرتها على السمع فيه.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق