العلاقات القطرية الهندية
أفردت وسائل الإعلام الهندية المرئية والمقروءة مساحات واسعة من تغطياتها لزيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جمهورية الهند الصديقة، وقوبل فيها سموه بحفاوة كبيرة من قبل فخامة الرئيسة دروبادي مورمو رئيسة جمهورية الهند ودولة السيد ناريندرا مودي رئيس الوزراء.
وأبرزت وسائل الإعلام "اللفتة النادرة" التي قام بها رئيس الوزراء الهندي باستقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى شخصيا في المطار، مشيرة إلى أنه نادرا ما يقوم بذلك، ما يعكس الأهمية التي توليها الهند لدولة قطر ويؤكد عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين الصديقين. وأكدت أن الاستقبال الحافل الذي خص به رئيس الوزراء الهندي سمو الأمير المفدى يبرز التزام الهند بتعزيز العلاقات مع دولة قطر.
وتوقع محللون وخبراء، خلال لقاءات تلفزيونية ضمن التغطية الخاصة لزيارة سمو الأمير إلى الهند، أن تحقق زيارة سموه الأمير نتائج مهمة تخدم مصالح شعبي البلدين، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة التبادل التجاري، مشيرين إلى أن قطر تعد شريكا اقتصاديا موثوقا للهند، كما يتمتع البلدان بعلاقات تاريخية عميقة الجذور من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل.
ونوه تقرير لقناة /آج تاك/ التلفزيونية الهندية بالدور الذي تلعبه دولة قطر كوسيط نزيه في العديد من النزاعات حول العالم، قائلا: "برزت قطر كلاعب رئيسي ووسيط محايد في حل النزاعات الدبلوماسية والاستراتيجية الدولية، وأصبح هذا ممكنا بفضل السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها وقوتها الاقتصادية"، مضيفا أن الاستقلالية التي تميزت بها دولة قطر في سياستها الخارجية أتاحت لها الفرصة للتفاعل مع مختلف دول العالم وجعلتها تلعب دورا بارزا.
وأشار التقرير، الذي جاء بعنوان "الدولة الوسيطة في منطقة الخليج والمورد الموثوق للغاز"، إلى أن قطر تعد شريكا موثوقا به بالنسبة لأمن الطاقة في الهند، كما يتمتع البلدان الصديقان بعلاقات وثيقة فيما يتصل بالتعاون الدبلوماسي والاستراتيجي.
من جانبها، ذكرت صحيفة /ذي هوندوستان تايمز/ أن قيام دولة السيد ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي باستقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في المطار يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها جمهورية الهند للعلاقات مع دولة قطر.
وفي تقرير بعنوان "التجارة والطاقة مفتاح زيارة سمو الأمير للهند"، نوهت الصحيفة بحرص البلدين الصديقين على تعزيز علاقات التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتبادل التجاري والاستثمار.
بدورها، قالت صحيفة /ذا إنديان إكسبريس/: "في لفتة خاصة، توجه رئيس الوزراء الهندي إلى المطار لاستقبال أمير دولة قطر"، منوهة كذلك بالدور البارز لدولة قطر وجهود الوساطة التي قامت بها من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإحلال السلام بالمنطقة.
وفي تقرير بعنوان "مع بدء زيارة أمير قطر.. العلاقات التجارية والطاقة والتكنولوجيا مطروحة على الطاولة"، أكدت الصحيفة أن الهند وقطر تتمتعان بعلاقات تاريخية عميقة الجذور من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، واستمرت العلاقات بين البلدين في التطور خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والثقافة والعلاقات الشعبية، وكان هناك تبادل منتظم للزيارات الثنائية رفيعة المستوى.
من جانبها، تطرقت صحيفة /ذا تربيون/ إلى المنتدى الاقتصادي الهندي - القطري الذي عقد على هامش زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية الهند الصديقة، متوقعة أن يسهم المنتدى في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين.
وفي تقرير بعنوان "منتدى الأعمال المشترك بين الهند وقطر"، قالت الصحيفة إنه من المقرر أن تعزز الهند وقطر علاقاتهما الاقتصادية والتجارية من خلال المنتدى الاقتصادي المشترك، مشيرة إلى أن مناقشات المنتدى ستمكن الشركات الهندية والقطرية من استكشاف المشاريع المشتركة والاستثمار الأجنبي المباشر والشراكات التكنولوجية والتعاون القائم على السياسات.
وأضافت الصحيفة أن هذا المنتدى يؤكد الرؤية المشتركة بين الهند وقطر للتعاون الاقتصادي طويل الأجل، ما يعزز التزامهما بتعزيز التجارة والاستثمار والابتكار في القطاعات الرئيسية، مشيرة إلى أن ممثلي حكومتي البلدين والجهات الفاعلة الرائدة في الصناعة سيساهمون في تشكيل إطار تجاري واستثماري لتعزيز الاستثمارات في مجالات الخدمات اللوجستية والتخزين والموانئ والمطارات والسكك الحديدية والطرق السريعة وأشباه الموصلات، والأمن الغذائي والتكنولوجيا والابتكار والفضاء والعلوم الحيوية والخدمات المصرفية والتكنولوجيا المالية، والمدن الذكية والأدوية والمركبات الكهربائية والطاقة المتجددة.
وأشار التقرير إلى أن "جسر الشركات الناشئة" بين الهند وقطر يعمل على تعزيز الشراكات القائمة على الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والتكنولوجيا العميقة، ويهدف البرنامج إلى تعميق التعاون الصناعي بين الشركات الهندية والقطرية، وتسهيل الاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز نقل التكنولوجيا وشراكات الابتكار، وتعزيز التجارة من خلال إصلاحات السياسات والاتفاقيات الاستراتيجية.
وفي مداخلة على تلفزيون /نيوز إكس/ الهندي، قال مادهاف نالابات الأكاديمي والمحلل السياسي: إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الهند تعتبر خطوة استراتيجية يمكن أن تسمح للهند بالحفاظ على توازن علاقاتها بالمنطقة، كما أن الاستقبال الحافل الذي حظي به سمو الأمير المفدى يعكس أهمية المضي بتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في ظل التغيرات العالمية.
وأضاف نالابات أن قطر لاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي، ومن المتوقع أن تمهد زيارة سمو الأمير المفدى الطريق للمزيد من التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين.
من جهتها، قالت بهاسواتي موخيرجي الدبلوماسية الهندية السابقة: إن "العلاقة المتنامية بين دولة قطر والهند أصبحت ركيزة أساسية في سياسة نيودلهي الخارجية، وبدا ذلك جليا من الاستقبال الفريد من نوعه الذي خص به رئيس الوزراء سمو الأمير".
وأضافت: "الهند تسعى لضمان أمن الطاقة واستقرار المنطقة، كما أن قطر وسيط رئيسي في النزاعات العالمية، وتأثيرها متزايد على الساحة الدولية".
وتابعت الدبلوماسية الهندية السابقة: "لقد استفادت الهند من دور قطر في أسواق الطاقة العالمية، خاصة من خلال إبرام اتفاقات لتأمين إمدادات الغاز، ما يضمن الاستقرار الاقتصادي في ظل ارتفاع أسعار الطاقة العالمية".
بدوره، قال محمد غزالي الإعلامي ومحلل الشؤون السياسية الهندي: إن الزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الهند بالغة الأهمية نظرا لما تتمتع به قطر مكانة متميزة في منطقة غرب آسيا، فضلا عن كون الدوحة شريكا موثوقا لطالما اعتمدت عليه الهند في الملفات الجيوسياسية.
وأضاف غزالي، خلال مداخلة مع تلفزيون /إن دي تي في/ الهندي، أن العلاقات بين الهند وقطر تاريخية وشهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، لا سيما من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين الصديقين. كما نوه بالدور البارز الذي تلعبه دولة قطر فيما يتعلق بالوساطة وحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة حول العالم بالحوار والطرق الدبلوماسية.
من جانبه، رأى أنيل وادهوا، الدبلوماسي الهندي السابق، أن قطر دولة بالغة الأهمية بالنسبة للهند، خاصة فيما يتعلق بأمن الطاقة.
وأضاف وادهوا، خلال مداخلة مع تلفزيون /دي دي إنديا/، أن العلاقات الهندية القطرية بدأت تتسع لتشمل مجالات أخرى، مشيرا إلى أن المشاركين في المنتدى الاقتصادي الهندي-القطري الذي عقد على هامش زيارة سمو الأمير المفدى، أكدوا أهمية استكشاف فرص الطاقة البديلة والتعاون في التصنيع المشترك للمركبات الكهربائية، وتعزيز وتنويع الشراكة الاقتصادية بين البلدين بشكل أكبر.
وأكد شاراد خولي، الخبير الاقتصادي الهندي، أن الاستقبال الحافل لسمو الأمير المفدى من قبل رئيس الوزراء الهندي يبرز التزام الهند بتعزيز العلاقات مع دولة قطر، متوقعا أن تحقق الزيارة نتائج مهمة تخدم مصالح شعبي البلدين، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة التبادل التجاري.
وقال خولي، في مداخلة مع تلفزيون /نيوز إكس/ ضمن التغطية الخاصة لزيارة سمو الأمير المفدى إلى الهند، إن دولة قطر تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة في المنطقة، وقد برزت قوتها الدبلوماسية في قدرتها على حل الكثير من النزاعات عبر التفاوض.