السفير الصيني في الدوحة: الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في أعلى مستوياتها
أكد سعادة السيد تساو شياولين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة قطر، أن العلاقات الصينية القطرية تمرّ بـ”مرحلة ذهبية”، مشيرًا إلى أن علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وصلت إلى أعلى مستوياتها في التاريخ، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التعاون الودي بين الدول. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السفير في حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الصينية بالدوحة، بمناسبة الذكرى الـ98 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني.
وقال السفير إن الصين وقطر “دولتان محبّتان للسلام”، مضيفًا أن الشراكة بينهما شهدت تطورًا مستمرًا خلال السنوات الـ11 الماضية، تحت الإرشاد الاستراتيجي لفخامة الرئيس شي جينبينغ وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. وأشار إلى أن “التطور السليم والمستقر للعلاقات العسكرية بين البلدين يشكل عنصرًا مهمًا في تعميق الشراكة الاستراتيجية، ومساهمة إيجابية في تعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وبيّن السفير أن العالم يمرّ اليوم بمرحلة دقيقة من التغيرات والاضطرابات المتشابكة، مشددًا على أن الصين ودول الشرق الأوسط تتقاسم مسعى مشتركًا للحفاظ على السلام وتعزيز التنمية، في مواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المتزايدة.
وقال إن بلاده على استعداد للعمل مع مختلف الدول لحماية النظام الدولي القائم على دور الأمم المتحدة، ورفض الهيمنة وسياسات القوة، ودعم التعددية الحقيقية وبناء عالم يسوده السلام ومجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
وفيما يتصل بالقضية الفلسطينية، شدد السفير على أن الصين تواصل الالتزام بموقفها “الموضوعي والعادل” منذ اندلاع الصراع في غزة، حيث عملت بجهد من أجل وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح، بما في ذلك دفع مجلس الأمن لاعتماد أول قرار في هذا السياق، وتشجيع الفصائل الفلسطينية على المصالحة وتوقيع “إعلان بكين”، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية متواصلة للقطاع.
وأكد أن “الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف، والقضية الفلسطينية لا يجب أن تُهمّش من جديد”، داعيًا إلى تلبية المطالب المشروعة للأمة العربية، والانصات إلى الصوت العادل للعالم الإسلامي. كما شدد على أن “حل الدولتين” يبقى الخيار الواقعي الوحيد لإنهاء الفوضى في الشرق الأوسط، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعالة لتحقيقه.
وفي ختام كلمته، أكد السفير تساو شياولين أن “الشرق الأوسط هو لشعوبه”، ولا ينبغي أن يكون ساحةً لصراعات القوى الكبرى أو ضحية للتنافس الجيوسياسي. وقال إن بلاده، بوصفها شريكًا استراتيجيًا للمنطقة وصديقًا مخلصًا للعرب، ستواصل دعم السلام والعدالة والتنمية، مؤكدًا استعداد الصين للعمل مع دول المنطقة، وعلى رأسها قطر، لصياغة مستقبل مشترك قائم على الاستقلال والازدهار والنهضة الوطنية.
تصريح السفير الصيني يؤكد عمق العلاقات بين الدوحة وبكين وتطورها إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة.
ردحذفوصول الشراكة إلى أعلى مستوياتها يعكس الثقة المتبادلة والتعاون المتنامي في مجالات الاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا.
ردحذف