قطر تمتلك بنية تحتية متطورة في مجال الحلول الرقمية
أكد خبراء أن المضي قدما في مشاريع الرقمنة الحكومية من شأنه ان يعزز كفاءة الإدارة الحكومية ويقدم خدمات أفضل للأفراد والشركات على حد سواء.
وقالوا تعقيبا على مشروع قرار لمجلس الوزراء بإنشاء اللجنة التوجيهية للحكومة الرقمية إن قطر تمتلك بنية تحتية متطورة في مجال الحلول الرقمية، حيث ساهمت استضافة البلاد لمونديال قطر 2022 بالارتقاء بالخدمات الرقمية عموما وقد ظهر النجاح جليا خلال تلك الاستضافة التي شهدت حضور الملايين.
وأشاروا الى أن الاقتصادات العالمية تقوم على توظيف التكنولوجيا بهدف تطويعها لخدمتها، مؤكدين على ضرورة تحقيق نتائج واهداف ملموسة لتوظيف التكنولوجيا في خدمة الافراد والشركات على حد سواء.
وتمضي دولة قطر قدمًا نحو التحوّل الرقمي وتطوير قطاع المعلومات والاتصالات، بما يُسهم في توفير المزيد من الفرص، وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وتتبنى الدوحة اتجاهات التحوّل الرقمي لتحديث مختلف القطاعات وتحسين الكفاءة والابتكار والنمو الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9 مليارات دولار حتى نهاية عام 2024 بزيادة تبلغ 9.2%.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يصل النمو المتوقع في سوق الحوسبة السحابية في قطر إلى 303 ملايين دولار بحلول 2026، وتلتزم قطر ببرامج تحسين المهارات والشراكات التكنولوجية، التي تهدف إلى تزويد قطاع الأعمال والقوى العاملة بالمهارات الرقمية الأساسية.
ووفقا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تكاتفت جهود جميع الوزارات في الدولة للعمل معًا من أجل الإسراع بمبادرات الحكومة الرقمية، سعيًا لزيادة كفاءة وفاعلية الحكومة، وجعلها أكثر قربًا من الجمهور أفرادًا ومؤسسات، وكذلك أكثر تركيزًا على راحته وخدمته، وفي قلب تلك الاستراتيجية تكمن الأهداف الاستراتيجية الرئيسية الثلاثة وهي: الارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية للأفراد والشركات، رفع كفاءة العمليات الإدارية الحكومية، زيادة مستوى الشفافية والمشاركة المجتمعية.
وفي تصريح لـ "الشرق" قال المهندس عبدالله اليافعي، إن قطر تمتلك الخبرات والامكانيات الهائلة التي تمكنها من قطع شوط كبير في مجال الرقمنة وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل إنشاء بيئة مؤاتية ومتوافقة مع التطور السريع الذي يشهده العالم في هذا المجال الهام بهدف تمكين مختلف فئات المجتمع من الاستفادة منها وبناء مستقبل متقدم تكنولوجيًا ورقميًا.
وأضاف « لا شك أن كل الاقتصادات العالمية تقوم على توظيف التكنولوجيا بهدف تطويعها لخدمتها، وهنا لا بد من الاشارة الى ضرورة تحقيق نتائج واهداف ملموسة لتسهيل هذه التكنولوجيا في خدمة الافرارد والشركات على حد سواء».
ونوه م. اليافعي الى اهمية التحول الرقمي فى الاقتصاد الذي بات ضرورة، لافتا الى ان الاقتصاد الرقمى ساهم في حل العديد من المشکلات الاقتصادية وأمکن الاستفادة من الخصائص التى يتميز بها الاقتصاد الرقمى من کافة الدول التى لديها بنية رقمية مکنتها من نمو اقتصادها بشکل متسارع.
ومن جانبه، قال عمار محمد، مستشار ومدرب التسويق الرقمي، إن توجيهات مجلس الوزراء لدعم «الرقمنة» على كافة المستويات سواء في المؤسسات الحكومية او حتى في القطاع الخاص سيسهم في رفع مستوى الخدمات الرقمية في الدولة عموما، وهذا سينعكس ايجابا على كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين».
وأضاف « لا شك أن قطر تمتلك بنية تحتية متطورة في مجال الحلول الرقمية، حيث ساهمت استضافة البلاد لمونديال قطر 2022 بالارتقاء بالخدمات الرقمية عموما وقد ظهر النجاح جليا خلال تلك الاستضافة التي شهدت حضور الملايين».
واشار كذلك الى الحلول الذكية المقدمة من شركات الاتصالات وهيئة تنظيم الاتصالات في تسهيل المعاملات الرقمية، وتعزيز الوعي لدى الافراد من ناحية التعامل مع المعاملات الرقمية.
الأجندة الرقمية
وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أطلقت رسميّاً الشهر الماضي الأجندة الرقمية 2030 التي تعد خارطةَ الطريقِ للتَّحوُّل الرّقمي في دولة قطر، وتسعى إلى تحقيق أهدافِ استراتيجيةِ التنميةِ الوطنيةِ الثّالثة بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية.
ويعتبرُ إطلاق الأجندة الرّقمية 2030 خطوةً هامةً تعكس التحول الرقمي الشامل داخل الدولة، حيث تُقدم الأجندة فرصاً هائلةً للنّمو والتّطور في مختلف المجالات، وتعزز لمستقبلٍ أكثر كفاءةً وفعالية وترابطاً، وتعمل برؤيةٍ طموحةٍ لتحفيز مسارات النمو، وتعزيز الابتكار، من خلال تبني استراتيجياتٍ رقميةٍ مبتكرةٍ تَفتح آفاقاً جديدةً للابتكار الرقمي وتُسرّع من وتيرة التحول الاقتصادي في قطر، وتعزِّز الكفاءة التنافسية من خلال خلق بيئةٍ اقتصاديةٍ رقميةٍ نابضةٍ بالحياة، تُشجع على ريادة الأعمال وتنمية المواهب الرقمية.
وتقوم الأجندة الرقمية 2030 على 6 ركائزَ استراتيجيةٍ، هي: البنية التحتية الرّقمية، الحكومة الرّقمية، التكنولوجيا الرّقمية، الابتكار الرّقمي، الاقتصاد الرّقمي، والمجتمع الرّقمي.
وتُمثل هذه الركائز خارطة طريقٍ نحو مستقبلٍ أكثر ازدهاراً، مستندة إلى ركائز قوية تُعزز من قدرة قطر على التنافس الرّقمي على المستوى العالمي.
وتُولي الأجندة الرقمية 2030 اهتماماً خاصاً بتمكين الأفراد والمجتمعات، حيث تهدف إلى تعزيز المهارات الرقمية لجميع فئات المجتمع القطري ودمجهم في منظومة الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة.
ويساهم تطبيق الركائز الست في تعزيز فعالية الاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي، وتسريع وتيرة التَّحول الاقتصادي والكفاءة التنافسية، وذلك من خلال اعتماد استراتيجياتٍ رقميةٍ مبتكرة تعزز مبادئ الشمولية ودعم الازدهار المستدام في العصر الرقمي. حيث تُمثل الأجندة الرقمية 2030 رؤيةً طموحةً لبناء مستقبل قطري مزدهر يعتمد على التحول الرقمي للخدمات الرقمية.
وضمن الخطة التنفيذية لركائزها الـ 6 فإنها تشمل على 23 برنامجاً استراتيجياً يؤثر كلٌّ منها بشكل مباشر على كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، ومن المتوقع أن يؤدي تنفيذ هذه البرامج إلى إيصال معدل النمو السنوي المركب للناتج المحلي الإجمالي الفعلي إلى نسبة 7.8% وتعزيز مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الناتج الإجمالي بنسبةٍ قد تصل إلى 3.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
قمة الويب قطر
على ذات الصعيد، شهدت النسخة الافتتاحية لقمة الويب قطر 2024 إقبالاً هائلاً، حيث اجتمع عدد قياسي من الخبراء والمختصين في مجال التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، حيث حضر القمة 15453 مشاركاً من 118 دولة، ومشاركة 1043 شركة ناشئة من 81 دولة، 10% منها شركات قطرية ناشئة.
وحظيت القمة باهتمام إعلامي بالغ، تمثل بحضور إعلامي ضخم وصل إلى ما يقرب من 900 ممثل إعلامي من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يؤكد على أهمية الحدث واهتمام وسائل الإعلام العالمية به.
كما ضمت القمة مشاركة واسعة من المستثمرين، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 401 مستثمر أبدوا اهتمامهم بالفرص الاستثمارية التي توفرها المنطقة. كما شهدت القمة مشاركةً مميزةً من المتحدثين، حيث شارك في القمة 380 متحدثاً من مختلف المجالات، مما أثرى النقاشات وساهم في تبادل الخبرات والأفكار.
وتميزت هذه النسخة بحضور بارز للشركات الناشئة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث شكلت نسبتهم النصف من الشركات الناشئة المشاركة في القمة، وهذا ما يؤكد على تنامي دور المنطقة في مجال ريادة الأعمال.
وتيرة التحوّل الرقمي
تسارعت وتيرة التحوّل الرقمي (تطبيق تقنيات وحلول التحوّل الرقمي) في جميع دول العالم بصفتها إحدى ركائز الثورة الصناعية الرابعة، الأمر الذي أسهم في تحسين أداء الشركات وتقليص الوقت اللازم للتشغيل وأداء الأعمال.
ومن المتوقع أن يصل حجم سوق التحوّل الرقمي العالمي، الذي بلغ 737 مليار دولار في العام 2020، إلى ما يزيد على 3.5 تريليون دولار بحلول العام 2028، أي بمعدل نمو سنوي مُركب يصل إلى 22.1٪.
وتوقعت تقارير دولية أن يستمر الإنفاق العالمي على التحوّل الرقمي خلال الفترة من 2021 إلى 2025، مع معدل نمو سنوي لمدة خمس سنوات يبلغ 16.6٪» مع توقعات أن تصل قيمة الإنفاق على هذا القطاع إلى 58 مليار دولار في العام 2025.