السبت، 19 يوليو 2025

وزير الإعلام السوري: مواقف الدوحة يحفظها الشعب السوري في وجدانه

 


وزير الإعلام السوري: مواقف الدوحة يحفظها الشعب السوري في وجدانه


أكد سعادة الدكتور حمزة المصطفى، وزير الإعلام السوري، أن العلاقة بين قطر وسوريا أعمق من السياسة، وأن الشعب السوري يحتفظ في وجدانه بمواقف الدوحة الداعمة له في أصعب لحظات تاريخه. مضيفا: «قطر لم تتعامل معنا كغُرباء، وكانت لها مواقف مشرفة رفضت فيها فرضيات التطبيع، ونحن نقدّر ذلك جيدًا».

جاء ذلك خلال استضافته مساء أمس الأول في جلسة حوارية بالمركز القطري للصحافة بحضور رؤساء تحرير الصحف المحلية، والوفد المرافق للوزير السوري والمكون من: السيدة ليلى الرفاعي، مستشارة الاتصال والإعلام بوزارة الإعلام السورية، والسيد علاء برسيلو، المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، والسيد محمد طفران، معاون وزير الإعلام السوري للإعلام الرقمي. وقال سعادة الدكتور حمزة المصطفى إن الإعلام الرسمي السوري يشهد مرحلة تحول جذرية بعد سنوات من التسييس والبروباغندا. مشيرا الى أن هناك خطة متكاملة لإعادة هيكلة القطاع الإعلامي، تقوم على أسس أخلاقية ومهنية توازن بين الحرية والمسؤولية.

وأوضح أن بلاده تسعى اليوم إلى بناء إعلام حديث يواكب التحولات ويمنح مساحة للإعلام الخاص والمستقل، دون التفريط في استقرار المجتمع. لافتا إلى أن أكثر من 330 طلبًا لترخيص وسائل إعلام جديدة تم تقديمها مؤخرًا، ما يؤكد الانفتاح الإعلامي الذي تعيشه البلاد. 

وأشاد الوزير السوري بتجربة الصحافة القطرية، معتبرًا أنها راكمت خبرات تستحق الاستفادة منها خصوصًا بعد إعادة إصدار صحيفة “الثورة” بنسختها الورقية اعتبارًا من سبتمبر المقبل، مبديا ترحيبه بتوزيع الصحف القطرية في سوريا، وتوسيع مجالات التعاون في الدراما، كما تحدث عن مشروع مدينة الإنتاج الإعلامي التي تمثّل منصة حقيقية لبناء شراكات عربية جديدة.

تكامل إعلامي

من جانبه، رحب سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة بالوزير السوري والوفد المرافق له، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتبادل التجارب الإعلامية. 

وقال إن المركز يسعى دائمًا إلى أن يكون مظلة للحوار المهني العربي، ويؤمن بأهمية التكامل الإعلامي في مواجهة التحديات. مضيفا: «نثمّن حضور الأشقاء السوريين، ونتطلّع إلى شراكة عملية تتجاوز الشكل إلى مضامين مهنية فاعلة، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي». 

بدوره، شدد الزميل جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة «الشرق»، على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في استقرار الدول وتعزيز وحدتها، وقال في هذا السياق: «كما كانت قلوبنا مع الثورة، نحن اليوم قلوبنا مع الدولة السورية. 

نريد أن نطمئن على وحدة سوريا، فالإعلام المسؤول هو الذي يضبط الخطاب ولا يفرط في وحدة الوطن». وتطرق في مداخلته الى ملف السويداء وسياسات التفكيك في سوريا، وتساءل كيف يمكن الحديث اليوم عن حالة ضبط النفس من أجل الحفاظ على استقرار سوريا ووحدتها. وردا على مداخلة الزميل جابر الحرمي، أكد الدكتور حمزة المصطفى أن القيادة السورية تتعامل بمرونة مع مختلف الملفات الداخلية، مشيرًا إلى أن الحوار هو الخيار المعتمد في إدارة ملفات معقدة مثل ملف السويداء. كما شدد على أن التحديات الخارجية، لا سيما الخطر الإسرائيلي، تتطلب إعلامًا وطنيًا جامعًا يتصدى للخطابات المتطرفة والطائفية.

شراكات تاريخية 

من جهته تساءل عبدالله المري رئيس تحرير جريدة «الراية» حول توجه الصحف في سوريا الجديدة، إضافة إلى آفاق التعاون الدرامي مع قطر. مؤكدا أن الشعب السوري الشقيق في لحظة مفصلية اليوم، فكيف سيكون شكل الصحافة السورية، وما شكل التعاون مع قطر مستقبلاً، لا سيما في مجال الدراما السورية؟

ورد الوزير السوري مؤكدًا أن الوزارة بصدد تطوير الصحف السورية. مضيفا: نحن منفتحون على توزيع الصحف القطرية داخل سوريا، وأكد أن للدراما السورية تاريخًا ثريًا، لكنها تأثرت في السنوات الأخيرة بسبب غياب الإنتاج الوطني، مشيرًا إلى أن التعاون مع قطر سيساهم في عملية التطوير الجارية، خاصة أن الدراما التاريخية القطرية أثبتت قدرتها على الجمع بين الرسالة والجماهيرية. وأضاف أن العمل مستمر لفتح الباب أمام شراكات تاريخية جديدة تعزز حضور الدراما العربية وتعيد الدراما التاريخية السورية لسابق عهدها.

هامش الحرية 

رح محمد حجي، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، تساؤلات حول هامش الحرية المتاح في سوريا الجديدة، وامكانية احتواء الأصوات المعارضة، فأجاب سعادة الوزير السوري قائلا: نحن مهتمون بفتح المجال للجميع، ونطمح إلى توسيع هامش الحريات وبناء بيئة إعلامية بناءة وصديقة للصحفيين.

 أما فيصل المضاحكة، رئيس تحرير جريدة «جلف تايمز»، فتحدث عن أهمية الإعلام الموجّه للخارج، معربا عن أمله في أن يتم التركيز في سوريا على الإعلام الناطق باللغات الأجنبية لتصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب.

وفي ختام الجلسة الحوارية أكد سعادة سعد الرميحي، على أهمية الحوار الإعلامي العربي المشترك، داعيًا إلى ترسيخ مفهوم “الحرية المسؤولة” في العمل الصحفي، من جانبه قال الوزير السوري إن بلاده ملتزمة بتعزيز خطاب وطني جامع.

- علي السادة: بحث سبل التعاون في المجالات الإعلامية والتقنية

أعرب السيد علي صالح السادة، مدير تلفزيون قطر، عن سعادته بالزيارة التي قام بها وزير الإعلام السوري لتلفزيون قطر، وكتب في حسابه الرسمي على منصة انستجرام: «سعدنا اليوم في تلفزيون قطر باستقبال سعادة الدكتور حمزة المصطفى وزير الإعلام في الجمهورية العربية السورية والوفد المرافق له، وذلك في إطار زيارة رسمية تهدف الى تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين الشقيقين». 

مضيفا: «جرى خلال الزيارة بحث سبل التعاون المشترك في المجالات الإعلامية والتقنية وتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين بما يعزز من جودة المحتوى الإعلامي العربي. 

وأشاد سعادته بالتطور الملحوظ الذي يشهده تلفزيون قطر من حيث المحتوى الإعلامي والقدرات التقنية والبشرية مؤكدا على أهمية مد جسور التعاون الإعلامي بين المؤسستين وتفعيل مبادرات التدريب المشترك وتبادل الخبرات الإعلامية مشيدا بالمستوى المهني والكوادر الإعلامية القطرية».


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © ساحة الشرق
تصميم : يعقوب رضا