الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة قطر
شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مساء اليوم، حفل الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة قطر، الذي انعقد في الشقب بالمدينة التعليمية، احتفاء بإسهامات المؤسسة وإنجازاتها في تحقيق التقدم محليا وإقليميا وعالميا.
حضر الحفل سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء والسفراء.
سلط الحفل الضوء على التأثير الذي حققته المؤسسة محليا وإقليميا وعالميا على مدى العقود الثلاثة الماضية في مجالات التعليم والعلوم والبحوث وتنمية المجتمع، كما احتفى بعلاقات التعاون المثمرة التي جمعت المؤسسة بشركائها على مدار العقود، والذين أسهموا، وما زالوا يسهمون، في تحقيق رسالتها ورؤيتها، وذلك في إطار الأهداف المشتركة الرامية إلى بناء المجتمعات وتعزيزها.
وخلال الحفل، ألقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، كلمة بهذه المناسبة، قالت فيها:" نحتفل اليوم بلحظة فارقة في تاريخ دولة قطر، بل وفي تاريخ الشرق الأوسط، تلك اللحظة التي التقت فيها الأسباب الموجبة لتأسيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عام 1995، كي تنهض بأدوار كثيرة وكبيرة، وأبعد مما يوحي به مسماها".
وأضافت سموها:" إنها مسيرة رائدة امتدت لثلاثة عقود، تفرعت وتداخلت خلالها أفكار ورؤى وبرامج، انطلقت بعزم لا يلين نحو تحقيق الأهداف المتوخاة من هذا المشروع: الوطني والعربي في توجهاته، والعالمي بمعاييره، فمنذ اليوم الأول، كان الهدف واضحا: تعليم حديث، يحرر العقل من قوالب التلقين، ويستثير فيه قدرة النقد والتساؤل والتأمل. علم وبحث منطلقان من اهتماماتنا واحتياجاتنا، لا مستوردان بلا وعي، ولا منكفئان في عزلة، رؤية تنموية تأخذ بأسباب التقدم، لكنها لا تفقدنا أصالتنا وهويتنا وثوابتنا، مجتمع يعي أن المستقبل هو للأمم القادرة على استثمار عقول أبنائها، لا للاعتماد على ثرواتها العابرة".
وتابعت سموها:" قد يتساءل البعض اليوم: هل حققت مؤسسة قطر ما قامت من أجله؟ أقول بكل ثقة: نعم، ولعل هذا ما يدفعنا للمضي قدما في مواصلة المسيرة نحو مستقبل نؤمن به، مستقبل يستند إلى أسس صلبة من المعرفة والابتكار والتطور، ليبقى أثرنا ممتدا لجيل بعد جيل".
وفي لفتة رمزية، قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، بغرس بذور تحت صورة مضيئة لشجرة السدرة شعار مؤسسة قطر ترسيخا للإرث الذي حققته المؤسسة، وترجمة لكلمات صاحبة السمو إبان تأسيس مؤسسة قطر حين قالت:" الغد متجذر هنا"، وتأكيدا على استمرار المؤسسة في رحلتها نحو الإلهام والنمو في العقود المقبلة.
كما تضمن الحفل مقتطفات من مسيرة النجاح لأفراد شاركوا الحضور تجربتهم مع المؤسسة، مستعرضين التأثير الفاعل الذي أحدثته في حياتهم بطرق مختلفة، بدءا من التعليم والابتكار، وصولا إلى الاستدامة وتعزيز الهوية الثقافية. وجاءت هذه القصص في شكل رسائل مباشرة افتتحها المتحدثون بعبارة "إلى مؤسسة قطر".
من بين هذه الرسائل، قال الدكتور محمد الطباخ، الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر:" بالرغم من سنوات عملي في شركات تكنولوجية عالمية بالخارج، لم تفارقني يوما الرغبة في العودة إلى الشرق الأوسط، للإسهام في تطوير الأبحاث والمشروعات التكنولوجية في الوطن العربي".
وأضاف:" عندما قررت العودة إلى الشرق الأوسط، وقع اختياري على مؤسسة قطر تحديدا، لما توفره من بيئة داعمة ومحفزة للبحث والابتكار، وهو في اعتقادي مثال ينبغي الاقتداء به في العديد من البلدان الأخرى في المنطقة".
كما استعرض الحفل مزيدا من قصص النجاح والتجارب ووجهات النظر التي تناولت دور المؤسسة وتأثيرها على مدى 30 عاما، إلى جانب رحلة تفاعلية عن مسيرة تطور المدينة التعليمية
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق