الشيخة موزا تحضر فعاليات ملتقى الخريجين السنوي لمؤسسة قطر
حضرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، مُلتقى الخريجين السنوي لمؤسسة قطر لعام 2024، الذي شهد الإعلان عن إطلاق جائزة جديدة تحتفي بخريجي المنظومة التعليمية الفريدة للمؤسسة، الذين يقودون التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وقد جمع المُلتقى المئات من خريجي مدارس مؤسسة قطر، والجامعات الدولية الشريكة، وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، لأجل إعادة التواصل وبناء شبكة علاقات قائمة على تقاسم المعرفة وتقديم الدعم لأقرانهم، ومشاركة قصصهم وتسليط الضوء على مسارهم التعليمي، علاوة على التعبير عن آرائهم بشأن موضوعات تتعلق بالمجال الوظيفي والمهني مع ممثلين رئيسيين عن الجهات المعنية على الصعيد الوطني.
فبحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات وقادة في مجال الصناعة وريادة الأعمال، انتظمت فقرات نسخة هذا العام من الملتقى، الذي يعد جزءًا من برنامج خريجي مؤسسة قطر، حول موضوع: "قيم المسؤولية الاجتماعية والالتزام الأخلاقي"، مما يعكس بوضوح مدى التكامل بين تجليات الواجب المدني والقيم الإسلامية السمحة.
كما شهد الملتقى الإعلان عن إطلاق جائزة خريجي مؤسسة قطر، التي تكرّم سنويًا إسهامات خريجي مؤسسة قطر وإنجازاتهم التي بصموا عليها. وسيتم ربط معايير الجائزة بموضوع ملتقى الخريجين السنوي لكل عام. وعليه، اعتبارًا من 2024-2025 سيجري تكريم الخريجين الذين أسهموا في مجالات مجتمعية من خلال تفانيهم في الانخراط في تعزيز جهود المسؤولية الاجتماعية والمشاركة المدنية، وذلك ضمن الفئات الأربع للجائزة.
في هذا الصدد، قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: "سرّني اليوم حضور ملتقى الخريجين السنوي لمؤسسة قطر السنوي 2024 ولقاء خريجينا الذين ننظر إليهم بعين التقدير، وننتظر منهم التأثير الإيجابي في المجتمع وهم المؤهّـلون ليكونوا روادًا للتأثير من خلال المسؤولية المجتمعية. وإنّني لفخورة بهم وبإنجازاتهم وبتعزيزهم للروابط مع المؤسسة، ما يجعل المستقبل أفضل بهم."
وقالت وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، إن الملتقى فرصة للتعرف على الطاقات الشابة، والأثر الذي يتركونه على المجتمع.
وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تحرص على غرس قيم المسؤولية في المجتمع، و تؤمن بقيمة العمل التطوعي وبتأثير الشراكات وأهمية مشاركة التجارب الملهمة في المدارس للمساهمة في التأثير الإيجابي على الأجيال القادمة من الطلاب.
من جانبها، قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة: "إن العالم أصبح يواجه العديد من التحديات العالمية، مثل الصراعات والأوبئة والتغير المناخي والامراض غير الانتقالية، وأن مواجهة هذه التحديات لن يتحقق إلا بفضل غرس روح المسؤولية المجتمعية والتماسك المجتمعي".
وأبرزت أن دولة قطر أثبتت أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات، إذْ حققت تقدمًا كبيرًا من خلال اعتمادها عدة برامج وخطط ناجعة لمواجهة هذه التحديات، وأن المنظومة الصحية القطرية تعد من بين أفضل المنظومات على الصعيد العالمي."
كما تميز الملتقى بمداخلة لرئيس التنفيذي لبرنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية ورئيس مبادرة للمسؤولية المجتمعية، الدكتور سيف علي الحجري. في نفس السياق جرى تنظيم جلسة نقاشية قالت خلالها فاطمة المالكي، خريجة أكاديمية قطر – الدوحة، وجامعة جورجتاون في قطر، ومدير مشروع "قطر تقرأ": "إن مفتاح التفوق الأكاديمي والمهني يكمن في الاستثمار في المجالات ذات الأثر الاجتماعي الملموس التي يتقنها الخريج".
كما انضم إلى النقاش كل من هيثم الحيدري، خريج جامعة تكساس إي أند أم في قطر، ورائد أعمال، وفهد الكعبي، خريج أكاديمية قطر – الدوحة، وهو أحد رائد أعمال ينشط في مجال تعزيز مبدأ الشمول والتمكين من خلال المبادرات الرياضية، حيث قال: "إن الهدف من إطلاق مشاريع الأعمال لا ينبغي أن يقتصر في مداه على الجانب الربحي الصِّرف، وذلك على حساب السعي لتعزيز دور المسؤولية الاجتماعية لأي مشروع".
وتخلل برنامج المُلتقى إقامة ثلاث ورش عمل، حيث سلطت الورشة الأولى، التي أشرف على تنظيمها خريجو مؤسسة قطر، الضوء على أهمية الارتقاء بالبعد الاجتماعي وعلى أهمية الانتقال من الشغف إلى التأثير وصياغة الحجج لتحقيق التغيير الاجتماعي.
من جانبها، أقامت وايل كورنيل للطب– قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ورشة عمل تمحورت حول استكشاف دور الذكاء العاطفي في تحسين واقع المجتمعات؛ بينما استضافت مؤسسة التعليم فوق الجميع ورشة عمل ثالثة ركزت على القيادة والمشاركة المجتمعية أثناء الأزمات وبعدها. من خلال مشاركتها في الملتقى، تمكنت مؤسسة التعليم فوق الجميع من جمع التبرعات للمستفيدين من منح مؤسسة التعليم فوق الجميع في مناطق النزاع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي "منطقة التأثير"، عرض خريجو مؤسسة قطر أعمالهم ومشروعاتهم المبتكرة ومبادراتهم الاجتماعية التي كان لها دور في إحداث تغيير اجتماعي إيجابي وإلهام الآخرين، ليستكشفها الجمهور.
وقال فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي ومستشار التعليم في مؤسسة قطر في هذا الملتقى: "إنه في هذه الأوقات الفريدة للغاية، ينبغي علينا التفكير في السبل التي يمكننا من خلالها إحداث فارق كبير – مع الحرص على المحافظة على مواصلة تجسيد رؤية مؤسسة قطر، ليس فقط من منظور كونها مكانًا لإطلاق قدرات الإنسان، بل أيضًا مكانًا يُحدث تحولات حقيقية في مجتمعنا".
وأضاف أن "أفضل إرث يمكننا خلقه لا يكمن فقط في الاعتناء بأمهر المهنيين كل في مجاله، بل أيضًا في الاهتمام بالأشخاص الأكثر التزامًا في مجتمعنا".
تخرج أكثر من 18 ألف طالب من مدارس وجامعات مؤسسة قطر، بحيث أسهمت خبرتهم التعليمية وتنامي حسهم بالالتزام الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية في الارتقاء بمسارهم ليصبحوا فاعلين أقوياء في التغيير الإيجابي، مع الإشارة إلى أن برنامج خريجي مؤسسة قطر يبقى مفتوحًا أمام الجميع للانضمام إليه. ورغبةً منه في تنمية شبكة عالمية من الخريجين الذين انطلقت رحلتهم المشتركة في مؤسسة قطر، فإن البرنامج يهدف بالأساس إلى تمكين الخريجين من مساعدة زملائهم على تحقيق أهدافهم والحفاظ على صلات التواصل مع بعضهم البعض أينما تواجدوا، وذلك عن طريق تشجيع الخريجين الجدد على البقاء في قطر، وبالتالي الاضطلاع بدورهم في دعم تنمية الدولة بعد التخرج.
يعمل مكتب الخريجين بمؤسسة قطر على وضع سياسات تساعد خريجي المنظومة التعليمية لمؤسسة قطر على الإسهام في مسيرة التنمية في البلاد، وإرساء علاقات تعاون مع مؤسسات القطاعين العام والخاص. في عام 2023، انضم 168 خريجًا من مؤسسة قطر إلى سوق العمل من خلال الفرص التي ييسرها مكتب الخريجي بمؤسسة قطر، فيما جرى النقاش مع 150 من أرباب العمل لأجل تسهيل الفرص ذات الصلة بالتوظيف والتدريب الداخلي لخريجي مؤسسة قطر، وهو ما يمثل زيادة في المشاركة بنسبة 50 في المائة مقارنة بعام 2022.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق