رئيس وزراء اليابان: قطر شريك مهم وزيارتي للدوحة فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين

 

أكد دولة السيد فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان على أهمية الزيارة التي يقوم بها إلى دولة قطر اليوم الثلاثاء، خاصة وأنها الأولى له منذ توليه منصب رئاسة الوزراء، واصفا العلاقات بين البلدين بالوطيدة مع وجود إمكانيات كبيرة لتطوير التعاون الثنائي

وقال دولة رئيس وزراء اليابان في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن دولة قطر تعتبر شريكا مهما لبلاده وأنه على مدى نصف القرن الماضي، طورت اليابان وقطر علاقتهما بشكل مطرد ليس فقط في مجال الطاقة ولكن أيضا في مختلف المجالات.

وأضاف أن زيارته الحالية لدولة قطر ستكون فرصة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات مع وجود رغبة لتوسيع التعاون بشكل أكبر.

واعتبر أن الإمداد الثابت من الغاز الطبيعي المسال والنفط القطري يعد داعما للنمو الاقتصادي لليابان لسنوات عديدة، مما مكن كلا البلدين من بناء علاقات قوية على أساس المنفعة المتبادلة، كما لعبت الشركات اليابانية دورا هاما في إنشاء مصانع الغاز الطبيعي المسال في دولة قطر على نطاق واسع منذ تسعينيات القرن الماضي.

كما أشار إلى حصول شركة يابانية في فبراير 2021 على عقد لتطوير وإنشاء خطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال ضمن مشروع توسعة حقل الشمال، والذي ينظر إليه باعتباره حجر الزاوية لازدهار دولة قطر، وإلى جانب ذلك ساهمت الشركات اليابانية في بناء البنية التحتية الأساسية في دولة قطر عبر مشروعات عملاقة مثل مترو الدوحة ومطار حمد الدولي.

وتابع قائلا في هذا السياق: إنه ليسعدني كثيرا مواصلة الشركات اليابانية، التي تتميز بالتكنولوجيا المتقدمة، إسهاماتها نحو تحقيق المزيد من التطور لدولة قطر.

وجدد دولة رئيس وزراء اليابان تثمين بلاده للمساعدة السخية التي قدمتها قطر خلال زلزال شرق اليابان الكبير في 11 مارس 2011، والتي تضمنت إمدادات إضافية تقدر بـ4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال و100 مليون دولار من المساعدات المالية.

كما نوه بما تقدمه دولة قطر من مساعدة هائلة لليابان في مجموعة كبيرة من المواقف بما في ذلك المساعدة في إجلاء المواطنين اليابانيين والموظفين المحليين من أفغانستان وكذلك تعاون الخطوط الجوية القطرية في إعادة المواطنين اليابانيين من روسيا، مؤكدا أن هذه المواقف تعكس المعنى الحقيقي للصداقة العميقة بين قطر واليابان.

وعن الهدف الذي أعلنته اليابان في أكتوبر 2020، للوصول إلى مجتمع خال من الكربون بحلول عام 2050 وسط تسارع الحركة العالمية نحو تحقيق مجتمع أخضر، شدد دولة السيد كيشيدا على أهمية توسيع التعاون بين اليابان وقطر في مجال الطاقة النظيفة بما في ذلك مجالات الحفاظ على الطاقة والهيدروجين والأمونيا، مع الاستمرار في استخدام الغاز الطبيعي المسال، والذي يعتبر مصدرا للطاقة ذا تأثير بيئي منخفض نسبيا، لافتا إلى مشاركة إحدى الشركات اليابانية في أول مشروع واسع النطاق لتوليد الطاقة الشمسية في قطر كجزء من تعاون البلدين في مجال الطاقة النظيفة.

وأكد أيضا على أهمية أن تعمل اليابان وقطر بشكل وثيق لتحقيق الاستقرار في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، والتي تشهد ضغطا في العرض والطلب، مشيرا إلى استضافة بلاده لمؤتمر منتجي ومستهلكي الغاز الطبيعي المسال 2023 في طوكيو، والذي يتزامن مع زيارته الحالية لدولة قطر، من أجل إيصال أهمية أمن الغاز والاستخدام النظيف للغاز الطبيعي المسال للعالم، بصفتها رئيسة لمجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع.

وشدد على أن اليابان وقطر تمكنتا على مر السنين من تعميق علاقتهما "على نحو طيب ومستقر بالرغم من بعدهما الجغرافي، حيث يعود الفضل في ذلك إلى حقيقة أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي ينتمي إليها البلدان، قد دافعت عن نظام دولي حر ومفتوح على أساس سيادة القانون، على الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها، كما تم التأكيد خلال قمة هيروشيما لمجموعة الدول الصناعية السبع التي استضافتها اليابان في شهر مايو الماضي، على أنه يجب على جميع الدول احترام المبادئ الواردة بميثاق الأمم المتحدة، مثل احترام السيادة ووحدة وسلامة الأراضي الإقليمية.

وقال: إن اليابان تحافظ على نظام دولي حر ومفتوح على أساس سيادة القانون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتعززه، كما تدعو إلى "رؤية منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة" لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم حيث تقوم بلاده، من أجل تحقيق هذه الرؤية، بالتعاون مع جميع الدول دون استبعاد أي منها، وفي نفس الوقت ترغب وبشكل خاص في العمل عن قرب مع دولة قطر، والتي تحترم أيضا سيادة القانون.

ونوه إلى أن العلاقات بين اليابان وقطر تمتد حاليا إلى ما هو أبعد من قطاع الطاقة، حيث أعلن قائدا البلدين أثناء زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لليابان في يناير 2019، عن إقامة "الحوار الاستراتيجي" بين وزيري الخارجية، كما أكد الجانبان على العمل على زيادة تعزيز العلاقات بينهما.

وقال "في هذا الإطار نقوم بإجراء المباحثات مع الجانب القطري حول التبادل والتعاون في مجموعة واسعة من المجالات التي لا تقتصر فقط على مجال الطاقة، كما نقوم بتبادل وجهات النظر حول شؤون الشرق الأوسط المختلفة بما في ذلك المتعلقة بالشؤون الخليجية، والسلام في الشرق الأوسط، وكذلك شؤون شرق آسيا مثل تلك المتعلقة بالصين وكوريا الشمالية وإنني عازم على العمل بشكل وثيق، على الساحة الدولية، مع قطر التي تلعب دورا حيويا في تخفيف التوترات وفي استقرار الوضع في المجتمع الدولي، بما في ذلك الوضع في أفغانستان".

وأضاف أن بلاده تولي كذلك أهمية كبيرة لـ"رؤية قطر الوطنية 2030" التي تؤكد على التنويع الصناعي وتنمية الموارد البشرية، حيث ستواصل اليابان التعاون مع دولة قطر من أجل تحقيق الرؤية على أرض الواقع.

واعتبر رؤية قطر الوطنية 2030 دليلا على القيادة القوية والرؤية الواضحة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وأن نجاحها يشكل أهمية كبيرة ليس فقط لدولة قطر، ولكن أيضا لازدهار واستقرار منطقة الشرق الأوسط ككل.

وشدد دولة رئيس وزراء اليابان في ختام الحوار مع /قنا/ على وجود إمكانات أكبر للتعاون بين البلدين، وقال في هذا الإطار "أود العمل جنبا إلى جنب مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لتحويل هذه الإمكانات إلى حقيقة تتجسد على مدار الخمسين عاما القادمة".