نجحت بلدية الوكرة في بذل الجهد المتواصل، في مجال الاستدامة وملف الاستدامة البيئية، إذ برز دورها في إرساء دعائم رؤية قطر الوطنية 2030، وإستراتيجية وزارة البلدية في التنمية المستدامة، وذلك من خلال مجموعة من الممارسات والمشاريع في مجال الاستدامة البيئية، أهَّلَتها للحصول على جائزة شبكة مدن التعلم العالمية، من بين 10 مدن حصلت على هذا اللقب لتعمم تجاربها على 220 مدينة في العالم هي الأعضاء في مدن التعلم، مما شكَّل لها تحولاً كبيراً ونقلة نوعية حولتها من التعريف بالاستدامة إلى التطبيق العملي لها.
وضمن الخطة الإستراتيجية التي وضعت من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والرؤية الوطنية، تم اعتماد منظمة الصحة العالمية لبلدية الوكرة كثالث مدينة صحية في قطر، كما تعكف بلدية الوكرة كذلك على أن تكون الحدائق العامة بها، والشواطئ مرافق صديقة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتم بالفعل تنفيذ مشروع الممشى البحري لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على شاطئ الوكرة العام، وهو ممشى منشأ من مواد معاد تدويرها الترتان المطاطي ومنار بأعمدة الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، ليكون أول مشروع من نوعه في قطر، وذلك بالتعاون مع شركات القطاع الخاص الذي نفذته ضمن الشراكة المجتمعية.
كما وقعت بلدية الوكرة مجموعة من الاتفاقيات مع شركات ومصانع إعادة التدوير، منها اتفاقية مع مصنع أجريت لإعادة تدوير النفايات العضوية، وذلك من ضمن الحلول وخطة العمل التي وضعتها البلدية لخفض الانبعاثات الكربونية بناءً على حساب الانبعاثات الكربونية الصادرة عن مدينة الوكرة والتي تم حسابها بالتعاون مع إدارة الاستدامة والكربون في مؤسسة إرثنا.
وقامت بلدية الوكرة بتوقيع اتفاقية لتدوير النفايات الإلكترونية والتخلص الآمن منها، وساهمت في الفترة القليلة الماضية بالتخلص الآمن من (800) طن من النفايات الإلكترونية، بما يعادل 600 كيلوجرام من الانبعاثات الكربونية، كما ستقوم البلدية في المستقبل القريب بالتنسيق مع المصنع لاستخدام المواد معاد تدويرها من النفايات الكربونية في رصف الشوارع.
كل هذا بجانب إبرام اتفاقية تعاون مع إحدى شركات النفايات العضوية، وهي اتفاقية مهمة تم من خلالها وضع حاوية لجمع النفايات العضوية الناتجة عن مستشفى الوكرة العام وتحويلها لسماد، وكانت نتائج التجربة لمدة شهرين مبشرة حيث بلغ إجمالي النفايات العضوية (27.076) كيلوجرام ناتجة عن الطعام في المطابخ والمقاصف والعائدات من وجبات المرضى، كذلك النفايات الخضراء تم ذلك خلال ديسمبر 2022 ويناير 2023، فقد تم جمعها وتدويرها وإنتاج 13.538 كيلو جرام من السماد الممتاز علما بأنه لو تم إرسال هذه النفايات العضوية إلى مكب النفايات سينتج ما يقارب 16 طنا من ثاني أكسد الكربون.
واهتمت البلدية برفع كفاءة الأبنية القائمة لتعمل بأعلى كفاءة تشغيل عن طريق استخدامات الطاقة الشمسية، وتطبيقات المياه الرمادية والإنارة الموفرة واستخدام المواد الصديقة للبيئة. كما نفذت مشروع حساب الانبعاثات الكربونية ضمن الحدود الإدارية لمدينة الوكرة، حيث تمت الاستفادة من هذه الدراسة بتصنيف القطاعات كل حسب كمية الانبعاثات الكربونية الصادرة عنه، وقد تم وضع آلية لخفض الانبعاثات الكربونية من خلال خطة قصيرة المدى وخطة طويلة.
وتضمنت الخطة متوسطة المدى مجموعة خطوات، منها توقيع اتفاقية مع مصنع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، للتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية، عبر تطبيق خاص يمكن أي شخص من استخدامه، كمثال في عملية تعاون واحد.
وأيضا عملت البلدية على التركيز على الطلاب كقاعدة أساسية في عملية التحول، وأنسنة المدن، من خلال طرح مسابقات تتعلق بالبيئة والمباني الخضراء، ونفذت المشاريع الفائزة منها على أرض الواقع، كما شكلت فريق عمل تطوعيا من طلاب الثانوية مختصا بتنفيذ الخطة قصيرة المدى في مجال التنمية المستدامة على مستوى مدارس الوكرة. وقامت أيضاً بعمل بروشورات البيت الأخضر الذي يشرح طريقة تنفيذ المباني، والمنشآت الصديقة للبيئة توجهت من خلاله إلى طلاب الثانوية المسارين العلمي والتكنولوجي، وذلك إيماناً من البلدية بأن الطلبة واختياراتهم الدراسة البيئية وهندسة الاستدامة هي اللبنة الأساسية في نجاح التنمية المستدامة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق