شهدت المناطق والمباني القديمة والأثرية في وسط الدوحة تغييراً جذريا بعد قيام هيئة الأشغال العامة "أشغال" ممثلة بإدارة مشروعات المباني وتحت مظلة لجنة تجميل الطرق والأماكن العامة وبالتعاون مع وزارة البلدية ووزارة الثقافة وهيئة متاحف قطر، بتجديد وترميم الأحياء والمباني القديمة في وسط الدوحة للحفاظ على المباني التراثية والتراث القطري الذي يبرز نواحي عديدة من تاريخ الدولة.
ويوجد العديد من المباني المكتملة، وذلك بجانب العمل المتواصل على قدم وساق للانتهاء من باقي الأعمال لتصبح المباني القديمة في وسط الدوحة بمثابة لوحة فنية معاصرة بمضمون تراثي يحمل عبق التاريخ القطري وشعلة للأجيال القادمة للاقتداء بأسلافهم والسير على نهجهم محافظين على إرث وطنهم وهويتهم المعمارية والوطنية.
وبناء على المعلومات التاريخية والدراسات، فإن المباني التي يتم العمل على ترميمها هي التي تم انشاؤها خلال الفترة بين 1960 و2012، حيث تم العمل على إعادة إحياء هذه المباني بطريقة تحافظ على المحتوى الأساسي دون أن تؤثر سلبا عليها.
ويتميز المشروع بأن كل منطقة تحمل قصة مختلفة وطابعا خاصاً من تاريخ قطر لاسيما أنها تقع في قلب الدوحة النابض بالتراث والتاريخ القطري وكيف تأثر البناء العمراني بناء على طبيعة المعيشة لتصبح أهم العناصر السياحية التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم.
على سبيل المثال منطقة الأصمخ التي تشمل 12 مبنى أثريا إلى جانب بيوت منطقة الأصمخ وقصر الشيخ فهد وبيت الزمان وبيوت النجادة، حيث تمت إعادة هيكلة وترميم هذه البيوت على شكل البيوت القطرية التقليدية، وتم العمل على هيكلة الأعمال الميكانيكية مع انتقاء الألوان بطريقة دقيقة جدا بحسب اللون الأساسي لهذه البيوت، كما تم استخدام الألواح الخشبية مما أضاف طابع التراث القطري القديم لتعطي في النهاية تصميما رائعا ممزوجا بعراقة الماضي وحداثة الحاضر.
وفيما يخص دار الكتب القطرية، التي تعتبر أحد أهم المعالم التي تم تجديدها لاسيما أنها تعد من أقدم المكتبات في دول الخليج حيث تم تشييد هذه المكتبة سنة 1962 من طابق واحد، وتمت إضافة طابق ثانٍ في حقبة الثمانينيات، وتضم المكتبة العريقة مخطوطات وخرائط بحيث تفوق 1,200 مخطوطة في علم الفضاء والرياضيات والطب والكيمياء تم كتابتها باللغة العربية والفارسية والتركية، كما عملت إدارة مشروعات المباني على ترميم هذه المكتبة بالشكل العمراني الذي تم بناؤه من غير أي تغييرات، مع إضافة بعض عناصر التكنولوجيا الحديثة التي تمكن من الحفاظ على المخطوطات والكتب النادرة ومن انتقائها بكل بسهولة.
انتهت هيئة الأشغال العامة "أشغال من مشروع صيانة وتجديد واجهات المباني في منطقة رقم (7) "منطقة الاسواق القديمة" التي شملت أعمال صيانة وتجديد واجهات وتركيب لافتات جديدة، علاوة على تشييد عدة مبانٍ اخرى في منطقة الاسواق مع الاخذ بالاعتبار المحافظة على تصميم الواجهات كما هو دون اي تغيير، مع توحيد لافتات المحلات في كل من سوق من الاسواق، بالإضافة الى تركيب وحدات الانارة لواجهات الاسواق، حيث شملت الأسواق كلا من سوق الجبر، وسوق العسيري، وسوق ناصر، وسوق فالح، وسوق الديرة، والسوق الفلبيني، وسوق البادي، هذا إلى جانب العيادة القديمة، وعدة محلات متفرقة في منطقة الاسواق، كما تضمنت الأعمال أيضا عمل صيانة انشائية من دهانات ومعالجة للتشققات وإخفاء الأسلاك الكهربائية المكشوفة واستبدال الأبواب والنوافذ التالفة، إذ تعتبر هذه الاسواق مهمة لمواطني ومقيمي دولة قطر، حيث إنها كانت الوجهة المثلى للتسوق في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي.
جدير بالذكر أنه تم العمل على هذا المشروع بأعلى المعايير البيئية والعالمية وبحسب معايير دولة قطر في البناء، حيث تم المحافظة على البيئة أثناء العمل، والعمل على تشجير وتزيين المنطقة من حيث إضافة الأشجار وطابع الطبيعة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق