استعرض المتحدثون في الجلسة النقاشية الثانية لأعمال الملتقى الهندسي الخليجي الرابع والعشرين، جهود الدول الخليجية في تأسيس مدن ذكية، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في البنية التحتية، لتحسين جودة الحياة. تحدث في الجلسة كل من الدكتور حسام سمير إبراهيم مدير وحدة تنمية التخطيط العمراني للبلديات بوزارة البلدية، والمهندس عبدالله علي بوسعيدي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بسلطنة عمان، والمهندس سويلم بن صالح السويلم، الرئيس التنفيذي لشركة جادة للأعمال الهندسية بالمملكة العربية السعودية.
في بداية الجلسة، ناقش الدكتور حسان إبراهيم مفهوم "الميتافيرس" أو الواقع المعزز، وتأثيراته على جودة التخطيط العمراني، حيث أشار إلى أن مصطلح "ميتافيرس" ابتكره نيل ستيفينسون قبل نحو 30 عاما. في كتابه "سنو كراش"، وهو واقع افتراضي معزز من خلال شخصيات افتراضية "أفاتار" تبدأ في التفاعل من الأشخاص الآخرين.
وأشار إلى أنه مع تطور تكنولوجيا الميتافيرس، أصبح بالإمكان الآن رسم مخطط كامل للمدن المستقبلية افتراضياً، ومعرفة جميع متطلبات إنشاء المدينة، والتحديات والمشكلات المستقبلية لتفاديها وقت الإنشاء، وكذلك إطلاق المجتمع بشكل أكثر فاعلية على تفاصيل مشروع المدينة الجديدة بشكل مبتكر ومذهل، لافتاً إلى أن ميزة هذه التكنولوجيا المتطورة لا تقتصر فقط على رسم المخطط بل تتضمن أيضاً تعليم أفراد المجتمع مخرجات التخطيط عن بعد وزيادة وعيهم بشكل لكبير.
وبشأن قدرة دولة قطر على تطبيق مثل هذه التكنولوجيا في التخطيط للمشروعات والمدن، أوضح أن الدولة ما زالت في مرحلة الاستكشاف، لذلك قطر بحاجة إلى وضع إستراتيجية واضحة للتعامل مع تقنية الميتافيرس، ولكن الدولة بمؤسساتها المختلفة تتوجه لهذا القطاع بخطوات ثابتة.
ونوه بأن قطر أنشأت مدناً ذكية قادرة على استيعاب مختلف أشكال التكنولوجيا الحديثة، وكذلك مواجهة الكوارث الطبيعية، واستضافة الأحداث الكبرى بفاعلية مؤكدة، ومثال على هذه المدن مدينتا مشيرب ولوسيل.
بدوره أكد المهندس عبدالله علي بوسعيدي، أن سلطنة عمان تقدمت في مجال التطبيقات الذكية بشكل كبير، كما اهتمت وزارة النقل والاتصالات بتطوير منظومة الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى توجه السلطنة لاستخدام المركبات الصديقة للبيئة، إذ تسعى للوصول إلى 8 آلاف مركبة كهربائية في عام 2028، وفي عام 2035 تخطط السلطنة أن تكون نسبة 65 % من السيارات الجديدة بالدولة كهربائية، لافتاً إلى أن عمان تسعى أيضاً إلى إنشاء مدن ذكية تستخدم الأدوات التكنولوجية الصديقة للبيئة لحياة أكثر استدامة وصحة.
من جانبه استعرض المهندس سويلم بن صالح السويلم، جهود المملكة العربية السعودية في تحويل المدن إلى مدن ذكية، مشيراً إلى أن دول المنطقة تشهد نمواً سريعاً في هذا المجال، لافتاً إلى أنه في سبيل تحقيق هذا الهدف سعت مدينة الرياض كنموذج خلال العامين الماضيين إلى استخدام التكنولوجيا للتقليل من الاختناقات المرورية والحوادث، إلى أن تحقق انخفاض ملحوظ في معدل حوادث السيارات نتيجة السرعة المتهورة أو عدم الانتباء، وذلك بفضل الأنظمة الذكية في الطرق السريعة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق