الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين
شهد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تحت شعار: عطاء يثمر أجيالًا، بقاعة المسرح بمقرها الدائم بالقطيفية، حيث كرّم معاليه (27) من المعلمين والمعلمات تقديرًا لمسيرتهم المهنية الحافلة بالعطاء، والتي امتدت لأكثر من عشرين عامًا.
حضر الاحتفال عدد من كبار الشخصيات ومديري المدارس والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والطلبة وممثلي أجهزة الإعلام المحلية.
وبهذه المناسبة وجه معالي رئيس الوزراء الشكر إلى كافة المعلمين والمعلمات، على ما قدموه للطلاب والمجتمع من علم ورسالة. وقال في منشور عبر منصة (X): «نعتز بدور المعلم في تنشئة الأجيال وبناء الأوطان، فكلنا نستذكر كيف أثر معلمونا في حياتنا وساهموا في تشكيل شخصياتنا، شكراً لكل معلم كان نبراساً لمجتمعه».
وفي كلمتها في الاحتفال، أعربت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، عن فخرها واعتزازها بالاحتفال باليوم العالمي للمعلمين في ظل قيادة حكيمة لا تدخر جهدًا في توفير الدعم لتطوير التعليم، وتمنح الأولوية في هذا الدعم للمعلمين باعتبارهم أثمن الموارد.
كما تقدمت سعادتها بالشكر للمعلمين الذين يواصلون تعليم وتربية أبنائنا، منوهة بأن المعلم هو صاحب الرسالة الأسمى والدور الأبرز في تحقيق أهداف رؤيتنا الوطنية، وأن الأجيال الواعدة لا تُبنى إلا على يد معلم مُبدع في عمله، ومخلص في أداء دوره، ومدرك لأهمية رسالته وسموها، مؤكدة أن المعلمين يمثلون ركيزة العملية التعليمية، وحجر الزاوية في تقدم المجتمعات.
إسهامات جليلة في مسيرة التنمية
وقالت سعادتها إن هذا الاحتفال يأتي لتسليط الضوء على جهود المعلمين القيمة، وتقديرًا لما يقدمونه من إسهامات جليلة في مسيرة التنمية والتقدم التي تشهدها بلادنا، مشيدة بإخلاص المعلمين والتزامهم وجهدهم اللامحدود في إلهام طلبتنا، ودورهم المهم في بناء قدراتهم وصقل شخصياتهم، كما شكرت المعلمين الذين تجاوزت سنوات خبرتهم عشرين عامًا، الذين يتم تكريمهم اليوم تقديرًا لخدماتهم القيمة وعطائهم المتجدد.
وكشفت سعادتها في كلمتها عن مشروع استراتيجي يشجع القطريين على اختيار مهنة التدريس تحت شعار «مستقبل أبنائنا بين يديك»، وذلك في إطار الاستثمار في الموارد البشرية، وبناء كوادر وطنية تقود العمل التربوي في دولة قطر، مستعرضة في هذا السياق جهود وزارة التربية في دعم قدرات المعلمين من خلال مبادراتها وبرامجها التدريبية المتنوعة، مثل: برنامج «خبرات»، وبرنامج «تمهين»، وبرنامج «بداية موفقة»، واهتمامها بمهنة التدريس تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر.
كما نوهت سعادتها بإطلاق النسخة الثانية من برنامج «خبرات»، وتوسيعه ليشمل تخصصات جديدة لتطوير قدرات المعلمين والمعلمات في مجالات التعليم التقني والمهني وإدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، إضافة لإطلاق مسار «تمكين» ضمن برنامج تمهين بهدف تأهيل الإداريين العاملين في المدارس الحكومية والوزارة للالتحاق بمهنة التدريس، ولتوسيع دائرة الاستفادة من الكفاءات الوطنية في مجال التعليم.
استقطاب الكوادر القطرية
وحول استقطاب القطريين لمهنة التدريس، أكدت سعادتها زيادة أعداد الطلبة القطريين المنضمين لبرنامج الابتعاث «طموح» هذا العام لتصل 400 طالب وطالبة، ولاسيما أعداد الطلبة البنين، وبنسبة زيادة قاربت ثلاثة أضعاف الفوج السابق، وأن الوزارة ما زالت تواصل جهودها في استقطاب واستبقاء المعلمين المتميزين، وتحفيز الشباب القطري من خريجي الثانوية العامة للتوجه نحو التخصصات الجامعية التربوية التي تؤهلهم للالتحاق بهذه المهنة.
شمل الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، العديد من الفقرات منها عرض فيديو عن أثر المعلم في بناء الانسان ومشاركات طلابية تضمنت رسائل شكر وتقدير للمعلمين ومعرضًا ضم مشاريع المعلمين الذين شاركوا في برنامج «خبرات»، وبرنامج «تمهين» وبرنامج «بداية موفقة»، وذلك لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والنتائج من هذه البرامج.
الجدير بالذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام؛ يأتي إحياءً للذكرى السنوية لاعتماد توصية منظمة العمل الدولية - اليونسكو لعام 1966 بشأن أوضاع المعلمين، والتي تُعد من أهم المعايير العالمية المعنية بحقوق المعلمين ومسؤولياتهم، وشواغلهم المهنية والاجتماعية والأخلاقية والمادية، ورصد التحديات التي تواجههم.
أكدت الأستاذة إيمان المهندي، مديرة مركز التدريب والتطوير التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال كلمتها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، على التزام الوزارة المستمر بدعم المعلمين وتطويرهم.
وهنأت المهندي جميع المعلمين في يومهم العالمي، مشيرة إلى أن الحفل شهد عرضاً لعدد من المشاريع الخاصة بمعلمين كانوا ضمن برنامج «خبرات»، بالإضافة إلى تقديم مشاريع من معلمي برنامج «بداية موفقة»، كما تم استعراض تجربة معلمة ضمن برنامج «تمهين».
وأوضحت المهندي أن هذا الحفل يأتي في إطار اهتمام الوزارة الكبير بالمعلمين، بدءًا من استقطابهم لمهنة التدريس، مرورًا بتدريبهم وتمكينهم، ووصولاً إلى توفير مسارات وظيفية تلبي احتياجاتهم أثناء ممارستهم للمهنة. وأكدت أن هذه الجهود تأتي تأكيداً على دور المعلم المحوري في المجتمع، وتماشياً مع توجهات الدولة في العناية بالمعلمين وتقديرهم. وأضافت المهندي أن الوزارة لا تدخر جهداً في توفير بيئة ملائمة تُمكن المعلمين من أداء مهامهم بأفضل صورة. وأشارت إلى البرامج التدريبية التي توفرها الوزارة للمعلمين، بما في ذلك تنفيذ الحصص عبر تطبيق «مايكروسوفت تيمز»، مع توفير الدعم اللازم للطلاب والمعلمين على حد سواء.
كما أشارت إلى أن الوزارة تضع اهتماماً خاصاً بالذكاء الاصطناعي، حيث يتم تنظيم ورش تدريبية متخصصة للمعلمين لتزويدهم بالمهارات اللازمة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، إلى جانب برامج مخصصة للتحول الرقمي. وفي سياق متصل، أعلنت المهندي عن إطلاق الفوج الثاني من برنامج «خبرات»، حيث سيتوجه المعلمون المشاركون إلى فنلندا قبل نهاية شهر أكتوبر لاستكمال رحلتهم التدريبية. وأشارت إلى وجود 170 معلمًا ومعلمة ضمن برنامج «بداية موفقة»، كما أعلنت عن قرب انطلاق برنامج «تمهين»، بالإضافة إلى تلقي الوزارة عدداً من الطلبات للالتحاق ببرنامج «تمكين» الذي يهدف إلى تحويل الإداريين إلى معلمين.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق