أكد سعادة السيد بيتر سيارتو وزير الخارجية والتجارة في هنغاريا أن هناك بعدا جديدا للتعاون بين دولة قطر وهنغاريا في ظل مفاوضات جارية بين شركة قطر للطاقة وشركة الكهرباء الهنغارية ومن المنتظر أن يكون الغاز القطري جزءًا من مزيج الطاقة الهنغارية في عام 2026. وقال سعادته في حوار مع الشرق ان هناك مجالات عديدة مطروحة للتعاون بين بودابست والدوحة على غرار الاستثمار في الرقمنة والاقتصاد القائم على تكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات الكهربائية. مبرزا أن العلاقة بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل والتركيز على العمل والتعاون المشترك. ونوه وزير الخارجية والتجارة في هنغاريا بالدور القطري في الدعوة للحوار السلمي وفض النزاعات والمساهمة في دعم التعاون الدولي ومساعدة البلدان الأقل نموا. وفيما يلي نص الحوار مع سعادة وزير الخارجية الهنغاري:
كيف تجدون أهمية مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً في دعم التنمية والتعاون الدولي؟
الهدف الرئيسي لمشاركتنا هو تقديم دعم جوهري للبلدان الأقل نموا لأننا ندرك جيدا التأثير الخطير والتداعيات السلبية للحرب على أوكرانيا التي أثرت على العالم وتسببت في عدد من المشاكل على غرار الأزمة في الطاقة والخلل في الإمدادات والأمن الغذائي.. كل هذه التحديات الراهنة تسببت في ضغط هائل على عدد من الدول خاصة منها الأقل نموا التي أصبحت تواجه تهديدا أكثر بعدم الاستقرار في ظل صعوبات في توفير الطاقة والغذاء مما قد ينتج مجموعة من الأزمات التي قد تشكل تحديات خطيرة. وبالتالي يمكن لهذه البلدان أن تصبح مصادر لمزيد من موجات الهجرة الضخمة وهذا أمر نود تجنبه وقد لا تستطيع دول الاتحاد الأوروبي مجابهته.
ماهو الدعم الذي قدمته هنغاريا لهذه البلدان ؟
على المجتمع الدولي توفير الدعم والمساندة للدول الاقل نموا مثلنا فقد خصصت هنغاريا فتح خط ائتمان بقيمة 760 مليون دولار لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الشركات في أقل البلدان نموا. بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن برامج مساعدات بقيمة 250 مليون دولار لتحسين إدارة المياه والصحة والأمن الغذائي وخصصنا 715 منحة دراسية لصالح هذه البلدان وهو برنامج يحظى بشعبية كبيرة حيث تم تقديم 9.991 طلب من هذه الدول. كما وفرنا 1.7 مليون جرعة من لقاحات كوفيد ونقوم بتنفيذ 65 مشروعًا بقيمة 8 ملايين دولار لدعم المجتمعات المسيحية في هذه البلدان. نعتقد أننا نقوم بدورنا ونأمل أن يقوم بقية المجتمع الدولي بدوره بالشكل المناسب في مساندة البلدان الأقل نموا لتجاوز التحديات الصعبة.
كعضو في الاتحاد الأوروبي، ما هي أكثر القضايا التي تحتاج إلى التدخل في المنطقة؟
نأخذ الأمر على محمل الجد لمساعدة هذه البلدان وسنواصل زيادة دعم برامج المساهمة في حل القضايا الملحة عبر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. باعتبارنا جارا لأوكرانيا نعاني من اثار مباشرة لهذه الحرب ونعيش تحديات كبرى صعبة، نعاني مثل بقية العالم من تضخم هائل وارتفاع في أسعار الطاقة التي زادت بمقدار 10 مليارات يورو في غضون عام واحد فقط بسبب العقوبات الأوروبية. وكنتيجة للحرب استقبلنا أكثر من 1.1 مليون لاجئ من أوكرانيا ونستضيفهم بشكل جيد قمنا بتوفير مكان للأطفال اللاجئين في 1247 مدرسة ودور حضانة..وفي هذا الوقت القضية الأكثر أهمية هي إحلال السلام وتفعيل آليات التعاون الدولي من أجل تجاوز الازمات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التنمية.
كيف ترى دور الدوحة في تحقيق السلام والتعاون الدولي؟
نحن نحترم موقف قطر كثيرًا في الدعوة للحوار السلمي وفض النزاعات ونرى أنه موقف نابع من حس سياسي مهم جدا في العمل الدولي، ونحن نتفق مع هذه السياسة. وفيما يخص الصراع الأوكراني الروسي نحث على وقف إطلاق النار وبدء المحادثات في أقرب وقت ممكن ولا ندعم سياسة العقوبات أيضًا، لدينا تجربة واضحة بأن العقوبات مؤذية للجميع ولا نتذكر أي سياسة عقوبات في تاريخ الاتحاد الأوروبي كانت ناجحة. لذلك فإن هذا النهج العقلاني الواقعي القائم على الرؤية السليمة لدولة قطر مهم للغاية. نجد أن قطر دولة قوية ومهمة وقد أصبحت أكثر أهمية من منظور دورها في تحقيق سلامة إمدادات الطاقة العالمية.
ماذا عن التعاون الدولي ودعم البلدان الأقل نموا ؟
نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من وضع برامج جوهرية لتمكين هذه البلدان. نثمن دور دولة قطر في استضافة هذا المؤتمر الأممي وتقديم الدعم الهائل لهذه الجهود الدولية وهو أمر مهم جدا.نحن ندرك أن قطر تأخذ الأمر على محمل الجد لمساعدة هذه الدول وسنستمر في زيادة برامج التأهيل لهذه البلدان في الفترة القادمة.
*كيف تقيمون العلاقات بين قطر وهنغاريا؟
العلاقة بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل ونتشارك مع دولة قطر في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتركيز على العمل والتعاون المشترك لما فيه مصلحة الجميع. نحن اليوم لسنا بحاجة إلى قضاة في السياسة الدولية ومحاضرين يجب احترام خصوصيات كل دولة والعمل معها كشريك في التنمية والمشاريع. قطر أصبحت دولة مهمة على الصعيد الدولي وتتميز بموقفها العقلاني والحيادي وهو أمر مقدر بالنسبة لنا.
هل هناك تعاون اقتصادي بين الدوحة وبودابست وفي أي مجالات؟
هناك بعد جديد للتعاون بين البلدين فقد بدأنا منذ فترة محادثات للتعاون في مجال الطاقة.. كنت هنا في الدوحة ديسمبر الماضي لإجراء مباحثات في هذا الشأن، هناك مفاوضات جارية بين شركة قطر للطاقة وشركة الكهرباء الهنغارية المسؤولة عن شراء الغاز لكي نرى أي أفق ممكنة ليكون الغاز القطري جزءًا من مزيج الطاقة الهنغارية.. وإذ نجحت المفاوضات سيتم تلقي الشحنات القطرية في النصف الثاني من هذا العقد أي في عام 2026. سنكون سعداء للغاية بهذا التعاون الطاقي المهم للبلدين وسنعمل على تعزيزه، كما نعمل على تحقيق تعاون في إدارة المياه، كما ساهم عدد من الشركات الهنغارية في العديد من المشاريع في الدوحة في مجال البنية التحتية والزراعة. ونعمل أيضًا معًا على توقيع اتفاقية الحماية المتبادلة للاستثمارات التي ستكون قيد التنفيذ قريبا.
هناك تعاون في قطاعات واعدة أخرى؟
هناك مجالات عديدة مطروحة للتعاون وقطر مدعوة للاستثمار فيها منها الرقمنة والاقتصاد القائم على تكنولوجيا المعلومات ونعلم جميعًا أن قطر لديها الكثير من الاهتمام والمشاريع في هذا المجال. كذلك يمكن التعاون في صناعة السيارات الكهربائية. لدينا رابع أكبر سعة في العالم فيما يتعلق بتصنيع خلايا بطاريات السيارات الكهربائية. وهناك المزيد من الشركات الكبيرة ومعظمها صينية وكورية تنتقل إلى المجر لبناء منشآت كبيرة في النقل الكهربائي.
ما الحوافز التي تقدمها دولتك لتشجيع المستثمرين القطريين؟
لدينا أكثر معدلات ضرائب منخفضة في أوروبا، معدل ضريبة دخل الشركات هو 9٪ وهي الأدنى في أوروبا. ثانيًا، نحن نتمتع باستقرار سياسي وقمنا بتحسينات مهمة في البنية التحتية بالإضافة إلى أن نظام التعليم العالي لدينا أصبح يمثل مستوى عاليا جدًا من المعايير العلمية ويقدم يدا عاملة مؤهلة وماهرة ومواكبة للتطور، كما أن هنغاريا تتمتع بموقع إستراتيجي وتقع في قلب أوروبا، ويمكن من خلالها الوصول إلى 124 دولة. هناك استثمارات قطرية في بلادنا في مجال العقارات والسياحة ونعمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات.
ماهو موقفكم من الصراع الروسي الأوكراني ؟
ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإحلال السلام من خلال الحوار والوصول إلى اتفاقية مستدامة. الآن، نحن ندرك أن هذا الموقف يمثل أقلية قليلة جدًا في أوروبا ولكنه يمثل أغلبية بالمنظور العالمي. لذلك نحن جزء من الأغلبية العالمية المؤيدة للسلام ونأمل أن تتغلب على أصوات التصعيد والحرب الصاخبة في أوروبا وعبر المحيط الأطلسي. نحن نرى أن الدخول في المنافسة لا نتيجة له الا الانزلاق الى حرب أكبر وتسليم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لفترة أطول سيعقد الوضع أكثر.
ليس معروفًا على نطاق واسع أن هناك مجريين يموتون في هذه الحرب أيضًا لأن لدينا جالية مجرية كبيرة تعيش في أوكرانيا. نعم، لدينا عدد من اللاجئين ولكن هناك 150.000 مجري يعيشون في أوكرانيا ولأنهم مواطنون أوكرانيون، يتم تجنيدهم في الجيش الأوكراني ويموت الكثير منهم لسوء الحظ، لذلك عندما نحث من أجل السلام، نفعل ذلك من أجل تجنب المزيد من الضحايا. لا نريد أن يموت المزيد من الأشخاص في هذه الحرب،إنه أمر خطير للغاية ولهذا نريده أن ينتهي. لهذا السبب لا نقوم بتسليم الأسلحة ولكننا نجادل لصالح السلام.
هل هناك زيارات وفعاليات مشتركة قادمة؟
يسعدنا العمل والتنسيق مع دولة قطر خلال لقائنا مع معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية، تمت دعوتنا لمنتدى الدوحة الاقتصادي ونحن ممتنون جدا لذلك ونعمل على أن تكون الزيارة مثمرة. ونعمل أيضا على تنظيم مجموعة من الزيارات والفعاليات المشتركة ونأمل ان تكون علاقاتنا الجيدة جدا مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عاملا إيجابيا لدفع العلاقات الثنائية لمستويات أفضل.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق