" وحدتنا مصدر قوتنا" ، شعار اليوم الوطني للدولة للعام 2022 ، وهو ما جاء في كلمه سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة رئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة،خلال حفل كبير بمحمية أم صلال محمد التراثية، وبحضور عدد واسع من الشخصيات والإعلاميين والكتاب والمثقفين.
وذكر سعادة وزير الثقافة، أن شعار اليوم الوطني لهذا العام وحدتنا مصدر قوتنا، مقتطف من كلمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد الـمفدّى ـ حفظه اللّه ـ، مؤكدا حقيقة تحلّي القطريين بالحكمة والمروءة على مدار عقود من ملحمة التأسيس ، وقال سعادته "إن اليوم الوطني هذه السنة مختلف فهو يتزامن مع استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وبذلك يصبح كل منا سفيراً لهذا البلد المعطاء، الكبير والصغير، المواطن والمقيم هو سفير، ولكن بين أهله وذويه، سفير بأخلاقنا، بقيمنا، بثقافتنا، بمروءتنا وبحكمتنا".
وأكد سعادة وزير الثقافة رئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة في سياق متصل ضرورة أن يكون شعار هذه السنة متماهيا مع هذا الحدث، خاصة وأن العالم يأتي إلى قطر في هذه المناسبة بشتى ثقافاته.
وتابع "نحن حريصون على ترسيخ ثقافتنا في وطننا وفي الأجيال القادمة، فلو لم تكن وحدتنا لما أصبحت دولة قطر على ما هي عليه اليوم، ولو لم تكن وحدتنا لما أُشير إليها بالبنان، ولو لم تكن وحدتنا لما استطعنا أن نستضيف كأس العالم على هذه الأرض الطيبة".
وذكر ببيت شعر ـ للمغفور له إن شاء الله ـ الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسسة دولة قطر حينما قال: صبرنا لها ما زعزع الدهر عزمنا ، نلنا بها العالية على كل طايل وأردف قائلا: "كما كانت دائماً قلوبنا مفتوحة للجميع ستكون أبواب درب الساعي مفتوحة للجميع بين 25 نوفمبر المقبل حتى يومنا الوطني.. اليوم الذي يصادف نهائي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022في 18 ديسمبر 2022، ليكون معلما لثقافتنا وإرثنا الحضاري".
كما أستشهد سعادة الوزير ببيت شعر قال فيه إنه "ينطبق على بعض ممن تقلدوا مناصب في شتى بقاع الأرض": كلُّ العداواتِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا .... إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدٍ وفي قول آخر: حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ ...... فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ وأكد سعادته أن "الأمم لم تقم على عامل النطاق الجغرافي، ولم تقم على عامل التعداد السكاني، بل قامت على الهمم التي عُرف بها القطريون منذ تأسيس هذه الدولة"، مشددا على أنه "بهمّتنا ووحدتنا كمصدر لقوتنا استطعنا أن نتجاوز المصاعب الاقتصادية والسياسية، بل حتى العسكرية.
واختتم سعادته كلمته قائلا: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأتقدم بالشكر لكل من سبقنا وساهم في بناء هذا الوطن، فنحن امتداد لهم".
وتم خلال حفل التدشين، عرض فيلم قصير يعبر عن التلاحم بين فئات المجتمع القطري، مظهرا لوحة جميلة تعبر عن قيم الولاء والتكاتف السامية، تلاه، حيث سيتوج الشعار الجديد الاحتفال باليوم الوطني في درب الساعي، الذي انتقل إلى مقره الجديد والدائم .
من جهته، قال الدكتور غانم بن مبارك العلي المشرف العام على احتفالات اليوم الوطني للدولة، في كلمة له خلال تدشين الشعار، "إن الاحتفال باليوم الوطني للدولة هذا العام يأتي في سياق استثنائي، يحملُ معنى التحدّي"، لافتا إلى أن "تزامُن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مع الاحتفال باليوم الوطني يرفع سقف التحديات التي اعتاد عليها المجتمع القطري منذ تأسيس الدّولة وعلى مرّ الأجيال، وتطلّبت منه هذه التحديات أن يكون كالبنيان المرصوص في تماسكه ووحدته وولائه".
واعتبر العلي أن شعار اليوم الوطني وحدتنا مصدر قوّتنا جاء تعبيرًا عن أثر هذه الرابطة الفكريّة والاجتماعيّة في الاستجابة للتحديات، وبيّنت الوحدة في السّراء والضّراء.
وذكر أن اليوم الوطني لهذا العام يحتوي على حوالي 4500 نشاط ثقافي وتراثي على مدى 24 يوما، بما من شأنه تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية، لافتا إلى "أن زوّار قطر سيتعرفون في فترة بطولة كأس العالم عن الجوانب المضيئة في تاريخنا وثقافتنا ومدى إيماننا بالتفاعل الحضاري مع سائر الثقافات واعتزازنا بقيمنا العربيّة الإسلاميّة".
وأشار إلى تدشين المقرّ الجديد والدائم لـ درب السّاعي في منطقة أم صلال محمد على مساحة 150 ألف متر مربع، مؤكدا أن درب الساعي سيمنح زوّاره وزوّار قطر من ضيوف المونديال فرصة القيام بجوله ثقافيّة تراثية فنية تعكسُ الموروث القطري والقيم الوطنيّة.
واعتبر العلي "أنه بقدر ما تُعزّز فعاليّات اليوم الوطني عناصر الذاكرة الوطنيّة لأبناء المجتمع القطري، فإنّها تُفسح للجيل الجديد فرصة بناء شخصيّته الوطنيّة، إذ يخصّص اليوم الوطني عددا من الفعاليات للناشئة والشباب، حتّى يكون اليوم الوطني فضاءً تواصليّا بين كلّ الأجيال".
وحول الفعاليات المخصصة لليوم الوطني للدولة أوضح الدكتور غانم بن مبارك العلي المشرف العام على احتفالات اليوم الوطني للدولة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا أن الفعاليات ستتوزع بين ما هو ثقافي وتراثي في أكثر من 191 فعالية رئيسية، وأمسيات شعرية وموسيقية، فضلا على عدد من الندوات الأدبية والفكرية والفنية، إلى جانب معارض ومسابقات، ومتحفين، وعدد من الحرف والألعاب الشعبية، وورش عمل، مشيرا إلى أنها ستقام جميعاً خلال 24 يوماً من الاحتفالات.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق