في السابق كان الغوص مهنة، خطرة للأجداد .. فماذا يشكل الآن ؟.. وكيف يراه الأحفاد ؟
كان الغوص من الأعمال اليومية الاعتيادية الرئيسية للقطريين، وكما في كتاب "اللؤلؤ القطري"، فإن البحث عن اللؤلؤ كان يشكل عماد الحياة الاقتصادية في قطر منذ الأزمان القديمة .
يقول الغواصون القطريون إن الغوص يعتبر إرث الآباء والاجداد الذين اعتمدوا عليه قديما لاستخراج اللؤلؤ باعتباره مصدراً رئيسيا للرزق ولتأمين سبل معيشتهم وكان وقتذاك مهنة شعبية يعتمد عليها كثيرا في مسيرة الحياة، وقد تطورت فيما بعد لتصبح هواية ورياضة أغلب القطريين الذين يهتمون به كإرث وتراث حضاري يعتزون به كثيرا.
ويؤكد هؤلاء أن رياضة الغوص في قطر تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية وقد بدأت مؤخرا تجذب كذلك السيدات، كما يقبل الغواصون على دورات رخصة الغطس الدولية التي تمكنك من الغطس في أي مكان في العالم على عمق 18 مترا والتمتع بمشاهد عالم ما تحت الماء.
يقول المدرب خالد القحطاني إن هناك رغبة شديدة من الشباب على تعلم الغوص وبالتالى لا نجد معهم أي صعوبة اثناء التدريب بل بالعكس هناك استجابة سريعة منهم خلال التمارين خاصة من القطريين لان الغوص من المهن التراثية التي يسعون للحفاظ عليها ولهذا هناك اقبال كبير على دوراته والحصول على الرخصة الدولية.
ويوضح أن تجربة الغوص لا تسمح للشخص العادي بالغوص أكثر من عمق 8 أمتار كحد اقصى لانه لا يعرف نظريات الغوص بصورة كاملة ونحن نتمنى من كل الغواصين وكل الناس الذين يريدون خوض التجربة ان يسعوا لأن تكون تحت مظلة واحدة واتحاد رياضي للغوص.
يقول محمد عبدالله الدباغ انه استمد هواية الغوص من عائلته التي كانت مولعة بعالم البحر كما ان جده كان غواصا ويعمل في استخراج اللؤلؤ، وقال انه كان لديه شغف منذ الطفولة باستكشاف الاعماق والتعرف على الحياة البحرية والطبيعة المائية وبدأ بتطوير هذه الهواية منذ اكثر من 25 سنة الى ان وصل الى مراحل متقدمة فيها.
ويضيف: أخذ مني اولادي هواية الغطس ووصلوا الى مستوى جيد جدا وانا اعتبر ان هذه الهواية هي متعة حقيقية ترى من خلالها ابداع الله كما تتيح لك التعرف على كائنات بعضها صديقة مع الانسان وبعضها الاخر مفترس.
يقول حمد الهاجري : انحدر من عائلة اصيلة في التراث البحري والغوص في قطر موروث قديم يعتز به كل أهل قطر، وقد كان جدي رحمه الله "طواش" وهذا ما جعل الغوص يجري في دمي وما زلت متمسكا به واربي ابنائي حتى البنات على الغوص.
يضيف : فخور انني ورثت هذه الهواية عن جدي الذي كان دائما يروي لى قصصا عن الغوص ومتاعبه في القديم اما الان فقد اصبح الغوص سهلا بفضل المعدات الحديثة والدورات الاحترافية
يقول محمد الخيارين إن الغوص قديماً كان خاليا من اي معدات وكان مصدر رزق للعائلات لان تجارة اللؤلؤ كانت التجارة الوحيدة القوية في قطر ومنطقة الخليج، أما الغوص حاليا اصبح هواية وولعا بعالم البحر كما ان وجود المعدات الحديثة حاليا ساعدت الكثيرين على خوض التجربة كما انها خفضت من الحوادث بنسبة كبيرة جدا واصبح هناك اقبال كبير مؤخرا من الجميع على خوض هذه التجربة الفريدة من نوعها خاصة السيدات.
وتقول إسراء سمير مساعدة مدرب غوص: هناك اقبال كبير من السيدات خاصة القطريات وتتراوح اعمارهن بين 20 و30 سنة، وحول الاسعار قالت انها تختلف من مركز الى مركز ومن مدرب الى مدرب لكنها في العموم تكون في حدود 500 ريال او اكثر بقليل شاملة للمعدات والاكل والشرب وتدوم تجربة الغوص من نصف ساعة الى ساعة وتكون في اغلب الاوقات في السيلين لان العمق فيه ليس كبيرا كما انه مكان قريب من الشاطئ ومناسب للجميع.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق