أكدت دولة قطر أنها ستواصل التعاون والتنسيق وتقديم الدعم للدول الإفريقية من أجل دعم جهود مكافحة الإرهاب في أنحاء العالم بما في ذلك في إفريقيا وصولا إلى القضاء على هذه الآفة.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه سعادة اللواء الدكتور ناصر سعيد الهاجري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، أمام اجتماع مكافحة الإرهاب الإفريقي رفيع المستوى، خلال الجلسة الرابعة التي تحمل عنوان "تعزيز التعاون بين الشركاء الدوليين والدول الإفريقية المتأثرة"، وذلك في العاصمة النيجيرية أبوجا.
وأشار سعادته إلى أن الإحاطات التي تم تقديمها خلال جلسات الاجتماع سلطت الضوء على الجماعات الإرهابية وجرائمها ومناطق نشاطها وأساليب عملها والتهديدات التي تشكلها، وهي تهديدات متزايدة خاصة في إفريقيا، حيث يستغل الإرهابيون الصراعات والقلاقل ويساهمون في تفاقمها، كما أوضحت ما يتصف به هذا التهديد من طبيعة عابرة للحدود والأقاليم، الأمر الذي يجعل من التصدي للإرهاب في إفريقيا مسألة مهمة ليس فقط لدول القارة بل وعنصرا مركزيا في جهود مكافحة هذه الآفة على المستوى العالمي وموضع اهتمام للجميع.
وذكر سعادته أنه من منطلق اهتمام دولة قطر بجهود مكافحة الإرهاب العالمية وحرصها على شراكتها مع دول القارة الإفريقية، وإيمانها بأهمية التعاون والشراكة الدوليين، فقد حرصت الدولة على المشاركة في هذا المؤتمر وتقديم الدعم لعقده، علاوة على الالتزام بتقديم الدعم لصالح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأعرب عن تقدير دولة قطر للجهود التي يبذلها المكتب في عقد وتنظيم المؤتمرات الدولية والإقليمية، بما في ذلك هذا المؤتمر، وتنسيق السياسات والمعارف والجهود الدولية، وتقديم المساعدة الفنية وبناء القدرات للدول الأعضاء، لا سيما في القارة الإفريقية، بما في ذلك من خلال المركز الدولي لمكافحة الإرهاب.
وقال سعادة اللواء الدكتور ناصر سعيد الهاجري: "ينبغي دراسة ومواكبة التهديد الإرهابي المتطور، وبالتالي تحديد مواطن الخطر والأولويات، ووضع وتطوير الاستراتيجيات والمبادرات اللازمة للتصدي له. ومن الضروري تحديد مواضع القصور والثغرات، وفي الوقت نفسه، مواضع النجاح من أجل الاستفادة من أفضل الممارسات والحلول، فقد حققت الدول الإفريقية إنجازات ملموسة في التصدي للتهديد الإرهابي، على المستويين الوطني والإقليمي، ومن المفيد تشاطر المعلومات والدروس".
وأكد سعادته أن الدول الإفريقية تتحمل المسؤولية الأولى في مواجهة الإرهاب، وأن الإجراءات الناجعة يجب أن تكون إجراءات يمسك بزمامها الأفارقة ويملكها الأفارقة، مضيفا أنه يجب الاستجابة بشكل جماعي ومنسق، بجانب الشركاء الإقليميين والشركاء الدوليين من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وباقي أعضاء الاتفاق العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب.
وأضاف سعادته أن الدعم الدولي يتخذ عدة أشكال، بما فيها الدعم الفني والمالي، وذلك في المجالات السياسية والأمنية، ويمكن للدول الإفريقية المتأثرة أن تستفيد من المساعدة الفنية وبناء القدرات لتعزيز مقدرة قوات الأمن وإنفاذ القانون على التعامل مع التهديدات الإرهابية، مع ضمان مراعاة القانون الدولي وحقوق الإنسان في تلك الجهود.
وأفاد سعادته بأنه من المشجع أن الدول والمنظمات الدولية المعنية تولي أولوية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، كما يتضح في هذا المؤتمر ومن تركيز الاتفاق العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب هذا العام على القارة الإفريقية، وكذلك تعزيز مكتب مكافحة الإرهاب لتواجده في إفريقيا من خلال إنشاء مكاتب وبرامج في كينيا والمغرب، بالإضافة إلى التركيز على إفريقيا في أنشطة البرامج العالمية العديدة التي ينفذها المكتب وشركاؤه، والعديد منها يتم بتمويل من دولة قطر.
ولفت سعادته إلى أهمية "النداء المشترك لمكافحة الإرهاب في إفريقيا" لدعم المبادرات المتعددة الشركاء التي تمثل العمل المتعدد الأطراف لتقديم استجابات متكاملة ومبتكرة للتحديات المعقدة ذات الأولوية في جميع أنحاء إفريقيا، الذي تم إطلاقه في حدث خاص خلال أسبوع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في شهر يونيو 2023 وكان لدولة قطر شرف المشاركة في استضافته ذلك الحدث.
وأوضح سعادته أن دولة قطر قد عملت على تطوير وتحديث قدراتها في هذا المجال، وفقا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب الوطنية التي وضعتها والتشريعات والإجراءات التنفيذية التي تواصل تطويرها، حيث أصبحت نموذجا يحتذى في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك في مجالات مثل مكافحة تمويل الإرهاب حيث حققت تقييما إيجابيا في تنفيذ جميع توصيات فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF، كما طورت من قدراتها في تسخير التكنولوجيا خدمة لمكافحة الإرهاب وضبط الحدود، والتنسيق الفعال بين الوكالات الوطنية المعنية، وكذلك تعمل على تسخير المجالات الناشئة مثل الرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
ونوه سعادة اللواء الدكتور ناصر سعيد الهاجري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، إلى أن دولة قطر تقدم بالفعل المساعدة الفنية لصالح البلدان الإفريقية، بما في ذلك من خلال دعم المبادرات الرامية إلى المساعدة في مكافحة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف، حيث تركز على دعم فرص التعليم والتوظيف وبرامج التدريب عن طريق مؤسسات قطرية رائدة مثل "صلتك" و"التعليم فوق الجميع".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق