زيارة بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، الى الدوحة
أكد المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري مايكل ديفنسون، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن، أن زيارة بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، الى الدوحة، الثلاثاء، ومحادثاته مع المسؤولين في قطر حول التوترات الإقليمية والجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، تأتي في اطار جهود الوساطة القطرية بشأن صفقة رهائن جديدة بين إسرائيل وحماس، حيث لا يزال من بين الرهائن المحتجزين في غزة عدد من الرعايا الأمريكيين.
وجاءت زيارة ومباحثات كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط في الدوحة بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن لقطر التي جرت الأحد الماضي، حيث تعد الزيارة جزءا من التواصل المستمر لإدارة بايدن مع الأطراف الرئيسية بهدف منع اتساع رقعة النزاع وتأمين ودعم المفاوضات الجادة التي استؤنفت لإطلاق سراح الرهائن، وتأتي الزيارة إثر الجهود الدبلوماسية الأمريكية المكثفة من أجل تقديم أولويات الرهائن، في ظل مباحثات استخباراتية رفيعة تعقدها أمريكا مع المسؤولين في إسرائيل، امتدادا لمباحثات وزيارات في الفترة الماضية إلى قطر للتواصل مع الأطراف الرئيسية ودفع عملية الوساطة القطرية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وبحسب موقع اكسيوس فقد استؤنفت المفاوضات هذا الأسبوع بعد أن علقت حماس المحادثات لعدة أيام بسبب مقتل إسرائيل لمسؤول حماس صالح العاروري في بيروت، وفقا لمصادر مطلعة على هذه القضية.
وكان بلينكن التقى، الثلاثاء، في تل أبيب مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، وشدد على أن إعادة جميع الرهائن إلى أسرهم يمثل أولوية قصوى للإدارة الامريكية، بحسب بيان للعائلات.
وقال بلينكن للصحفيين يوم الثلاثاء: «نحن نركز بشكل مكثف على إعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن».
كما ناقش بلينكن قضية الرهائن مع رئيسي جهازي التجسس الموساد والشين بيت في إسرائيل.
هوامش المباحثات
وتابع مايكل ديفنسون في تصريحاته لـ قائلاً: إن القراءات التي نرصدها من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين البارزين بأن قطر تلعب دوراً رئيسياً في التوسط بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس بشأن قضية الرهائن، وكشفت تقارير على خلفية الزيارات، ترصد العمل الرفيع من البيت الأبيض في دفع مسار التفاوض لصفقة تفاوض جديدة لإطلاق سراح الرهائن، وهو الأمر الذي تجري الأنباء أن قطر ومصر دفعت مقترحا جديدا من قادة حماس إلى مسار التفاوض ولكن ما زال هناك بعض من الفجوات غير المكتملة تحتاج مزيداً من العمل المشترك.
عمل دبلوماسي
وفي السياق ذاته تتواصل الجهود الأمريكية في تركيز توجهات إدارة بايدن ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في إطار اجتماعات يومية مكثفة وأحياناً عدة مرات يومياً لتنسيق جميع جوانب الأزمة، وتروي المصادر الأمريكية ان ماكغورك شارك، بالتعاون مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بشكل كبير في المباحثات مع قطر في الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، كما أجرى مستشارا بايدن عدة محادثات يوميا مع المسؤولين القطريين والمصريين بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن.
خطوات حقيقية
وتابع د. مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بالخارجية الأمريكية تصريحاته مؤكدا انه يتكشف كل يوم وبوضوح أهمية قطر في العملية السياسية الجارية بصورة مهمة بشأن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فبالنسبة لأمريكا فهي ترى أهمية كبرى في العلاقات الحيوية التي تقدمها قطر لأنها تجاوزت أن تكون وساطتها وشبكة روابطها فاعلة فيما يتعلق بالمعلومات الأولية التي تساعد على آليات اتخاذ القرار الأمريكي في القضايا الشائكة، ولكنها كانت ناجحة أيضاً بصورة مباشرة في تحقيق خطوات وانفراجات حقيقية في مسار التفاوض والعمل الدبلوماسي سواء مع طالبان أو حماس أو إيران، وهو ما يجعل هذه الزيارات المكثفة للمسؤولين الأمريكيين مع نظائرهم في قطر، والمحادثات الهاتفية وخطوط التواصل الدبلوماسية المباشرة، انعكاساً لحجم الدور الفاعل الذي تقوم به الدوحة في سياق احتواء الأزمة المتصاعدة بقطاع غزة، وأيضاً أهمية قوية للروابط القطرية- الأمريكية التي تتكشف متانتها وقوتها بصورة متجددة في مشاهد إقليمية عديدة فاعلة في إستراتيجية الأمن والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق