الدكتور محمد النجار جاء للعمل في الدوحة بتاريخ 14 أبريل من عام 1977،واستمر يعمل فيها حتى تقاعد عن العمل في شهر نوفمبر 2023.
الدكتور محمد النجار، من أوائل الذين ساهموا في افتتاح العيادة العسكرية في شارع الخليج والتي تخدم شريحة من العاملين في القطاع العسكري والقطاع الشُرَطي، حيث جاء للعمل في الدوحة بتاريخ 14 أبريل من عام 1977، وقضى عشر سنوات حافلة بالعطاء، ثم في عام 1988 انتقل للعمل في قطر للبترول واستمر يعمل هناك حتى تقاعد عن العمل في شهر نوفمبر 2023.
أحب قطر وأهلها وأخلص وتفانى في عمله الذي قضى فيه (46) عاماً بدولة قطر حافلة بالعطاء وكان شاهداً على عصر التطوّر والنهضة في قطر، ترأس مجلس الجالية المصرية أكثر من مرة، وقبل عودته إلى بلاده زارنا في مقر جريدة الشرق القطرية وتقديراً لخدماته التي قدمها لدولة قطر أجرينا هذا الحوار، وقد كانت مشاعره جيّاشة خلال اللقاء وسرد ذكرياته وكانت هذه حصيلتها.
تخرجت وعملت كضابط احتياط بالجيش
ضيفنا الدكتور محمد محمد أحمد النجار خريج عام 1968 طبيب يقول: " دخلت للعمل في الجيش المصري كضابط احتياط عام 1969، وشاركت في حرب أكتوبر عام 1973، وكنت في منطقة قناة السويس، أذكر قبل فترة طويلة من بداية الحرب كنا نتدرب تدريبا مكثفاً، ونتدرب كذلك تدريب كجيش احتياط وكان التدريب قاسياً جداً وبالليل كانوا يعطونا محاضرات، وكان أكل الضباط مثل أكل الجنود لا فرق بينهم، وكذلك تدربنا على الخدمات الطبية في الحرب والسلم والتدريب كان في المستشفيات العسكرية بالقاهرة، لم نكن نعرف بأن هناك حربا قادمة، لأن السرية كانت كبيرة، وبصفتي طبيبا كنت دائماً مرافق لأي تدريب عسكري، وكانت الحياة في منتهى القسوة، ثم تنقلت لعدة خطوط، وكنت متحمسا لهذه المهمة، وقد شاركت في حرب 6 اكتوبر العاشر من رمضان مع الجيش المصري، كما شارك بعض من إخواننا العرب من الدول العربية، وقد كان قرار قطع البترول العربي من الدول العربية ضربة معلّم وهز الدنيا وأمريكا، وبالفعل كانت الإرادة قوية وبصلابة الجيش المصري نجحنا في تحطيم اسطورة خط بارليف، وعبرنا القناة وحققنا النصر الذي طال انتظاره.
قدِمت لقطر وأعجبتني طيبة أهلها
طلب مني العمل في قطر وجئت للدوحة في 16 إبريل من عام 1977، كطبيب باطنية للعمل في الجيش، وقدمت أوراقي وتمت الموافقة عليها من قبل الزعيم محمد بن عبدالله العطية ومنحوني رتبة نقيب طبيب باطني، وعملت في العيادة العسكرية بالقوات المسلحة، وعندما وطئت قدماي أرض قطر وجدت البلد بسيطة ومتواضعة والحياة عادية لم تكن فيها تلك العمارات الشاهقة بل كان أغلب البنيان عبارة عن فلل سكنية، ولكن شعبها طيب وعربي أصيل ويحب العرب والقومية العربية ولدية النخوة والشجاعة، أذكر استقبلني الضابط اليمني واسمه زين ورحب بنا وضيفنا وأكرمنا في المطار، وأنهى إجراءاتنا بسرعة كبيرة، كما استقبلونا بترحاب حار من قبل القوات المسلحة.
أنشأنا عيادة وطبقنا قوانين اللياقة البدنية
كانت العيادة قبل مجيئي للدوحة فيلا أمام القيادة العامة، ولكن بعد فترة تم تأجير مبنى وتجهيز عيادة متكاملة للجيش والشرطة في شارع الخليج وكان عدد غرفها حوالي (20) غرفة، وكنت أنا الطبيب الذي يجمع بين العسكرية التي تعلمتها في الجيش المصري والطب الذي درسته في الجامعة وطبقته عملياً، وكان يعمل معي ثلاثة أطباء فقط، بدأت بعمل وتطبيق قوانين اللياقة الطبية للمجندين قبل الانضمام للقوات المسلحة القطرية والشرطة وتم اعتمادها من قبل سعادة الشيخ مبارك بن عبدالرحمن آل ثاني (رحمه الله)، وتم تجهيز العيادة بكل ما نحتاجه، وأذكر كان يفد إلينا بعض موظفي إدارة الطيران المدني لإجراء فحوصات متكاملة لمعرفة لياقتهم البدنية، كما كنت أقدم بعض المحاضرات للمنتسبين في القوات الجوية، وكذلك أنا أول من حاضر في مقر الهلال الأحمر القطري بشارع الخليج العربي وتحت إشراف سعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني، وأذكر كان يعمل هناك كل من حسن السويدي وعبدالله المطوع، وأذكر منحوني هدية عبارة شنطة عليها شعار الهلال الأحمر وساعة جميلة.
هيبة الزعيم
أذكر بعد وصولي للدوحة استدعوني لمقابلة الزعيم محمد بن عبدالله العطية وقبل الدخول إليه شعرت بقشعريرة وانتابني شعور غريب، في مكتبه رحب بي واستقبلني وأعطاني بعض التوجيهات، وطلب مني كدكتور في الجيش الكشف على الجميع وليس أفراد القوات المسلحة فقط قائلا البلد فيها خير، والدولة ما قصرت ووفرت الأدوية للجميع وعليك بمساعدة الجميع، أنصت إليه وسمعت كلامه وأعجبتني شخصيته العسكرية القوية من أول مقابلة لي معه وله هيبة ووقار وهو شخصية كبيرة مرموقة في البلد، وكان يحرص دائماً على الاهتمام بالجميع، استمعت له وما طلبه مني وقد نفذت الأوامر العسكرية، وأذكر في تلك الفترة استغربت من بعض الأمراض التي كانت سائدة لدى بعض أفراد الجيش، مثل ( العنقز) و(الخاز باز) والحصبة وغيرها لأن هذه أمراض تصيب الأطفال، فكيف تصيب الكبار فبعد أن تعمقت وشخصت الأمور عرفت السبب، وعالجت المصابين، وأذكر كان لدينا في القوات المسلحة في كتيبة الشيخ جاسم في الشحانية عزل طبي خاص للأمراض المعدية يوضع فيه المصابون حتى يتم شفاؤهم، كما كنت أقوم بفحص رجال الشرطة والجيش.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق