أكد جاي مادكس، المدير المالي بمجموعة كابيتال بيزنس للتمويل والاقتصاد الاستشارية بأمريكا أنه كما اتجهت الأنباء في الفترة الأخيرة حول الصفقات الصينية المرتقبة بمزيد من واردات الطاقة من قطر وأمريكا، عبر نشاط استثماري مكثف لشركات صينية-ذات روابط حكومية- بفتح مكاتب جديدة بلندن وسنغافورة، لتحقيق رؤية تتجاوز توفير الإمدادات اللازمة من الطاقة، إلى التحول إلى لاعب تجاري عالمي، في ظل تطلع الصين إلى أن تكون أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهو ما يتوافق أيضاً مع خطط الدوحة لزيادة حصة صادراتها في الأسواق الأسيوية التقليدية، وكان ذلك واضحاً في خطوة توقيع شركة قطر للطاقة لاتفاقية طويلة المدى لمدة 27 عاماً مع الصين لمزيد من التوريد الإضافي من طاقة الغاز الطبيعي المسال
خطوات مهمة
ويتابع: وتطمح الخطوات الصينية في زيادة وارداتها من الطاقة بأن تكون في صفوف المستفيدين الأوائل من الإنتاج القطري في مشروعات التوسع، والتي ستمنح الدوحة قدرة رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال في مشروعات توسع حقل شمال (الجنوبي والشمالي)، من 77 مليون طن سنوياً إلى 126 مليون طن، والهند دائماً ما كانت من أبرز الباحثين عن تأمين موارد الطاقة، وكانت أيضاً واحدة من أكبر المستفيدين من الغاز الطبيعي القطري مع الهند وكوريا الجنوبية وباكستان.
توسعات إستراتيجية
ويوضح جاي مادكس: أن السياسات الاقتصادية في الصين دفعت مع تحولات مشهد الطاقة الدولي إلى وضع إستراتيجيات تتجاوز تأمين موارد الطاقة، إلى خطة إضافية لتكون لاعباً إستراتيجياً في سوق تجارة الطاقة الدولية، بتأمين احتياجاتها كخطوة أولى من التعاقدات القطرية من الغاز الطبيعي بالإضافة لتعاقدات إضافية من عمان وموزمبيق ودول أخرى بحصص منوعة، ولكن حجم الإنتاج الوفير في قطر، وطبيعة العلاقات المستدامة والحيوية في تاريخ فاعل من العلاقات وشراكة الطاقة والتعاقدات المهمة، وكون المنتج القطري الجديد أقل في انبعاثاته الكربونية ما يتوافق مع خطط الطاقة الخضراء والطاقة النظيفة وتجاوز العقبات البيئية الصينية، يجعله منتجاً مفضلاً لتأمين احتياجات الصناعة الصينية وتعزيز الصناعات الإستراتيجية الأخرى.
رؤية طموحة
ويتابع جاي مادكس: بينما الهامش الآخر فيما يتعلق بالصفقات التي تتطلع الصين إلى عقدها من واردات الطاقة، هو إمكانية استخدام فائض احتياجات الطاقة سواء من الواردات الأمريكية أو غيرها في أن تكون لاعباً مهماً على الصعيد التجاري عبر صادرات الطاقة مع تحقيق فائض من الاحتياجات الرئيسية باستراتيجية تأمين الموارد وتنويعها، بل منافسة شركات عالمية رائدة في الطاقة تمثل ذلك في حجم التطلع الاستثماري من الصفقات، وحجم توسعات المكاتب البارزة في لندن وسنغافورة لتمتلك آليات ترويج فاعلة تمكنها من المنافسة في السوق التجارية العالمية للطاقة، وإن كان تحقيق أمن الطاقة يتم عبر عدد من الاتفاقات مع قطر وكندا وعمان وموزمبيق دعماً لإستراتيجية التنويع، خاصة بعد دروس المشهد الروسي وأهمية إستراتيجيات التنوع، ولكن النظرة الإضافية الصينية للغاز الطبيعي المسال ليس فقط كمورد للطاقة ولكن أن يكون في صميم رؤيتها لتحقيق أمن الطاقة لديها، هو باستثمارات مستدامة في الغاز الطبيعي المسال، تضمن لها تقلبات الأسواق المستقبلية، وتستفيد من الواقع الاستثماري الحالي بزيادة مكاسبها التجارية من جهة أخرى لتساعد تلك المدخولات على تعزيز إستراتيجية تنمية الطاقة الشاملة في الصين، وقطر ستكون بالتأكيد في صميم تلك الرؤية خاصة عبر ما تمنحه من السعر التنافسي الأفضل، خاصة إن تعاقداتها طويلة المدى تمنح المشترين الأسيويين أسعاراً أرخص إجمالاً من أسعار السوق الفورية وتؤمن احتياجات حيوية على المدى الطويل.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق