استضافت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير «جورد» اجتماعًا قياديًا مع كبار المسؤولين في السفارة الأمريكية في قطر، بهدف تسهيل حوار مفتوح بين المنظمة الخليجية والسفارة الأمريكية واستكشاف فرص التعاون المحتملة وتبادل الأفكار حول ممارسات التنمية المستدامة. حضر الاجتماع عدد من الخبراء والمسؤولين من كلا الطرفين بهدف تعزيز الشراكات التي تساهم في مستقبل قطر المستدام.
أعرب الدكتور يوسف بن محمد الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، عن أهمية التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيانات الإقليمية مثل جورد في تعزيز الابتكار وتبادل المعرفة والتحول الأخضر. كما أشار إلى أن الانخراط في حوار بناء مع السفارة الأمريكية يُعَدُ نقطة انطلاق مهمة للمنظمة، حيث يمكنهم من خلال العمل المشترك مضاعفة جهودهم ودفع التغيير نحو مستقبل مستدام.
من جهتها، أعربت ناتالي بيكر، نائب رئيس البعثة الأمريكية في قطر، عن إعجابها بالأعمال التي تقوم بها المنظمة الخليجية والمجلس العالمي للبصمة الكربونية على الصعيدين المحلي والدولي. وأكدت أن الولايات المتحدة تتطلع لمواصلة التعاون مع شركائها المحليين في قطر وذلك بهدف تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية وإتاحة فرص جديدة في مجال الاستدامة البيئية. تناول الاجتماع عرضاً لمبادرات وإنجازات المنظمة الخليجية في مجال الاستدامة، وأبدى ممثلو السفارة الأمريكية اهتمامهم الكبير بخبرات جورد، خاصة في المجالات المتعلقة بالبيئة العمرانية المستدامة والبحوث البيئية وتمويل إجراءات مواجهة التغيرات المناخية وبرامج بناء القدرات المرتكزة على الاستدامة.
تركزت المناقشات على تحديد مجالات الاهتمام والأهداف المشتركة، وأكّد على أهمية التعاون وتبادل المعرفة لمواجهة التحديات البيئية الملحة وتعزيز الممارسات المستدامة. ومن بين المجالات التي تم التركيز عليها خلال الاجتماع هي أفضل ممارسات البناء المستدام. حيث تعتبر دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في تبني معايير البناء المستدام، مع أكثر من 2000 مشروع بناء مستدام معتمد وفقاً للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة «جي ساس». تقلل المباني الخضراء من انبعاثات الكربون واستهلاك الموارد، مما يجعلها عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة في مجال التطوير العمراني.
كما تم تسليط الضوء على أهمية تمويل إجراءات مواجهة التغيرات المناخية، حيث يعد الحصول على التمويل والاستثمار في المشاريع المستدامة أمرًا حيويًا لمكافحة ظاهرة التغير المناخي بشكل فعال. عبر التعاون في مبادرات تمويل الإجراءات المناخية، يمكن للمنظمة الخليجية والسفارة الأمريكية التحرك معًا نحو اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع التزام دولة قطر بالعمل المناخي. كما أكد الاجتماع على أهمية تعزيز برامج بناء القدرات في ترسيخ مبادئ الاستدامة للأفراد والمنظمات والتي بدورها تساعد في اتخاذ خيارات أكثر استدامة. من خلال التعاون في دعم مثل هذه المبادرات، تهدف جورد والسفارة الأمريكية إلى تزويد قطر بالمعرفة والخبرة اللازمة لتنفيذ الممارسات المستدامة في مختلف القطاعات.
من خلال دمج الجهود والخبرات والموارد المشتركة، يمكن للمنظمة الخليجية للبحث والتطوير والسفارة الأمريكية أن تقودا التغيير نحو مستقبل مستدام وذلك عبر تطبيق أفضل الممارسات المستدامة وتعزيز الابتكار. ويُعتبر هذا التعاون واعداً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع التزام قطر باتفاقية باريس، وقد يلهم الدول الأخرى أيضًا للبحث عن طرق لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الاستدامة البيئية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق