10 سنوات مرت على تولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قيادة قطر، لم تكن سنوات عادية أو عابرة، بل صفحات تاريخية مضيئة بالإنجازات.
في هذا التقرير نستعرض أبرز التحديات والإنجازات المصاحبة للسنوات العشرة .
** حكمة سياسية
وسط منطقة تموج بالأحداث السياسية والاضطرابات، تبني حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى سياسة تقوم على الحوار لصناعة السلام والحرص على العمل الخليجي والعربي المشترك، وخاصة مجلس التعاون الخليجي من خلال دعم أواصر العلاقات مع القيادات والشعوب الخليجية والعربية .
وقادت قطر، خلال حكم أمير البلاد المفدى، وساطات عديدة بين الدول، أسهمت في تحقيق السلم والأمن الدوليين.
فقد برز دور قطر السياسي ووساطتها من خلال التوصل إلى وقف عدوان آلة الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وكان آخرها منذ عدة شهور هذا العام 2023، كما برز دورها في إعادة الإعمار وتقديم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني الشقيق .
وتشكل القضية الفلسطينية جزءاً رئيسياً وأساسياً في خطابات صاحب السمو أمير البلاد المفدى في المناسبات المحلية والإقليمية والدولية، لدعم الحق الفلسطيني، وتقديم يد المساعدة والعون بناء وإعماراً
كما برز دور قطر ووساطتها في عدة مناسبات في المنطقة، أبرزها الإفراج عن جنود لبنانيين مختطفين لدى "جبهة النصرة" (2015)، واتفاق قبيلتي "التبو" و"الطوارق" بليبيا (2015)، واتفاق دارفور غربي السودان (2013) .
واستضافت قطر عدداً من جولات المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان انتهت بانسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان، وعلى أثر الاتفاق وقعت واشنطن وحركة طالبان اتفاقاً تاريخياً للسلام في 2020.
وتجسيداً لدورها الإنساني ولإرساء السلام في أفغانستان، نجحت الدوحة في إجلاء أكثر من 75 ألفاً من جنسيات مختلفة من أفغانستان، وتأمين عبورهم من خلال الدوحة إلى محطاتهم الأخيرة، ما كان له أكبر الأثر عالمياً، وهو ما تؤكده إشادات كبار قيادات العالم في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها.
كما يؤكده تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار يعرب عن التقدير لجهود دولة قطر في مساعدة الولايات المتحدة في عمليات الإجلاء من أفغانستان، ويؤكده كذلك إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن رسمياً تصنيف دولة قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث تمنح واشنطن هذا التصنيف للحلفاء المقربين من خارج الحلف.
** تنويع الاقتصاد
من خلال توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وحرصه على تنويع قاعدة الاقتصاد القطري، ودعم تنافسية القطاع الخاص، بما يؤدي إلى زيادة الحركة التجارية ودعم المنتج المحلي، احتلت دولة قطر المركز السادس عالميا في مجال الفائض التجاري في العام 2022، متقدمة خمس مراتب عن العام 2021، ومحققة رصيدا إيجابيا قدره 97.5 مليار دولار.
وتقدمت قطر على ألمانيا التي حلت في المركز السابع عالميا بفائض قدره 85.34 مليار دولار، منخفضا بمرتين ونصف عن تلك النتائج التي حققتها في العام 2021.
كما ارتفع ترتيب دولة قطر في كتاب التنافسية العالمي للعام 2023 فاحتلت المرتبة الـ(12) عالميا مقارنة بالمرتبة (18) في العام الماضي من بين 64 دولة شملها التقرير الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في سويسرا، أغلبها من الدول المتقدمة.
وحققت قطر المرتبة الخامسة عالميا في الأداء الاقتصادي لعام 2023.
ويعتمد تقييم القدرة التنافسية على مجموعة من البيانات والمؤشرات التي تم توفيرها على المستوى المحلي، بالإضافة إلى نتائج استطلاع رأي عينة من مديري الشركات، ورجال الأعمال بشأن بيئة الأعمال، وتنافسية الاقتصاد القطري.
وخلال حكم صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وصلت قطر إلى مكانة مرموقة على الخريطة العالمية في مجال النقل الجوي والبحري والخدمات اللوجستية، مع أفضل مطار في العالم مطار حمد الدولي، وواحدة من أفضل الخطوط الجوية في العالم وهي الخطوط الجوية القطرية، وواحد من أفضل الموانئ وهو ميناء حمد، بوابة قطر الرئيسية للتجارة مع العالم.
مع اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، زادت أهمية الغاز الطبيعي عالمياً، وبرزت قطر كأحد أبرز اللاعبين الأساسيين في سوق الغاز العالمي مع التوسعات الجديدة لحقل الشمال، حيث أُعلن خلال السنوات الماضية عن شراكات مثمرة وطويلة الأمد مع عدد من الدول الكبرى.
** قطاعا التعليم والصحة
تتعدد إنجازات التعليم والصحة وتتنوع في عهد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، فلا يخفى على الجميع اهتمام صاحب السمو بتطوير التعليم في البلاد من خلال الحرص على تكريم المتفوقين ودعمهم والتوسع في إنشاء المدارس والجامعات المحلية والعالمية ودعم البعثات للخارج.
وبدعم من صاحب السمو أمير البلاد المفدى، واجه القطاع الصحي واحداً من أشرس التحديات وهو فيروس كورونا واستطاع القضاء عليه، وبحكمة سمو الأمير المفدى وتوجيهاته ومبادرات الدعم، استطاعت القطاعات الاقتصادية وخاصة القطاع الخاص تجاوز الأزمة الاقتصادية السلبية التي خيمت على معظم دول العالم .
** أفضل مونديال في التاريخ
تمثل استضافة دولة قطر لأفضل نسخة في تاريخ بطلات كأس العالم لكرة القدم، دُرّة الإنجازات القطرية خلال السنوات الماضية، حيث نجح أول مونديال عربي في تغيير الصورة النمطية المسبقة عن منطقة الشرق الأوسط، وفي إرسال رسالة للعالم أن العرب قادرون على تنظيم الفعاليات العالمية .
ونجحت دولة قطر في تقديم الثقافة القطرية والعربية والإسلامية بالشكل المشرف الذي تستحقها أمام العالم، وتصدت لحملات التشويه والتشكيك التي سبقت البطولة من خلال التركيز على العمل وتأهيل الكوادر القطرية التي أسهمت في تنظيم أسطوري للحدث العالمي الضخم.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق