على طريق دخان حيث الهضاب الصخرية التي تنتشر هنا وهناك، وتعكس اختلافا وجمالا للمنطقة، وخلال السير على طول الطريق الوحيد بدت على اليسار ملامح الشاطئ البحري بمنظره الخلاب والرمال الذهبية المتناثرة على طول الشاطئ والبحر الذي تنعكس على مياهه الصافية أشعة الشمس، وباتجاه منطقة زكريت التي تبعد عن الدوحة قرابة 100 كم وتقع بالقرب من منطقة دخان، وجدنا المنازل والغرف القديمة التي بنيت من الصخر والطين، لتترجم لنا حياة الآباء والاجداد التي عاشوها في حقبة من الزمن في المنطقة، ورحلوا لتبقى هذه المنازل والآثار الاخرى لتذكرنا بهم وبحياتهم التي عاشوها في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
جولة في منطقة زكريت، التقت خلالها بالسيد محسن بن زايد العتيبي أحد سكان المنطقة الأوائل، الذي أكد أن الجهات المختصة لا تزال تمنع مواطني المنطقة من التصرف في منازلهم وتوسعتها أو تجديدها، حيث يسكن بعضهم في منازل قديمة آيلة للسقوط ولم يتم تجديدها بسبب عدم منحهم التراخيص اللازمة لذلك. وطالب العتيبي بتسهيل إجراءات البناء والتوسعة أمام سكان زكريت الأصليين الذين يمتلكون منازل منذ عهد الآباء والاجداد وما زالت على حالها حتى الآن، آملا الاهتمام بشكل أكبر بالمنطقة وإنارتها بالكامل، وتعبيد الطرق وتوسعتها، لافتا إلى أن الحد من الهجرة الداخلية لا يكون إلا بتطوير المناطق الخارجية بالكامل.
إن منطقة زكريت تحتوي على العديد من المعالم الأثرية مثل قلعة زكريت ومنازل الآباء والاجداد والمسجد القديم وبيت المطوع، موضحا أن رحمه بن جابر الجلاهمة هو من قام ببناء قلعة زكريت في حوالي عام 1800م، لافتا إلى أن أول حفريات أثرية أجريت في زكريت كانت في 1973-1974 من قبل فريق بقيادة بياتريس دي كاردي، وتم اكتشاف قلعة زكريت خلال هذه الفترة، ومن ثم تم حفر المنطقة مرة أخرى من قبل فريق فرنسي في عام 2002 و 2005 وتم تحليل محتويات هذه الحفريات في عام 2006، حيث بلغت المساحة الإجمالية للموقع الذي تم حفره 18,000 متر مربع، وتم اكتشاف الخزف أثناء عمليات الحفر في القرن التاسع عشر في الموقع وبعض الفخار الذي يعود إلى الصين.
وفيما يتعلق بميناء المنطقة وتريخها وأول من سكنها أوضح العتيبي، كان الميناء موجودا على بحر زكريت وهو مخصص للسفن الصغيرة التي تعمل على نقل البضائع آنذاك، مشيرا إلى أن المنطقة كانت شبه مهجورة إلى أن تم توافد القبائل القطرية للسكن فيها، حيث ان اول من سكنها وأسسها كان جده حسن بن زايد العتيبي، ومحمد بن مسفر العيادي الهاجري، وكان ذلك في بداية أربعينيات القرن الماضي، وبعد ظهور النفط وبحكم أن زكريت منطقة سكنية ودخان منطقة بترولية يستخرج منها النفط، توافدت القبائل القطرية للسكن في منطقة زكريت والعمل في دخان، وهنا تحولت المنطقة إلى قرية تضم العديد من منازل قبائل قطر وذلك في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات.
وأوضح: بعد توافد القبائل القطرية للسكن في منطقة زكريت، تم انشاء مدرستين للبنين والبنات، وهي أقدم مدارس في زكريت ودخان، وحتى السبعينيات تم نقل المدارس الى منطقة دخان بعد ان شهدت المنطقة تطورا ملحوظا واهتماما واضحا من قبل الدولة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق