تعرض متاحف قطر مقتنياتها النادرة والثمينة، ضمن سلسلة اختيارات للجزيرة الصحراوية، التي تأتي في إطار النسخة الخاصة بالمتاحف، للخروج بالتجربة الثقافيّة من الأماكن المغلقة كالمتاحف إلى العالم الخارجي، وذلك بهدف جذب وإشراك أكبر عدد ممكن من الجماهير.
وقد وقع الاختيار في هذه النسخة على ثلاث قطع مهمة من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، جمعت من ثلاث قارات تغطي فترة زمنية تمتد من القرن السابع إلى التاسع عشر، حيث وصلت القطع من أماكن مختلفة، تحكي كل قطعة حكاية رائعة عن نفسها وأيضا عن العالم الذي أتت منه.
وفي هذا الإطار أوضحت الدكتورة تارا ديجاردان، أمينة منطقة جنوب آسيا في متحف الفن الإسلامي، والتي تهتم بالمجوهرات كما تهتم بسرد القصص من خلال القطع الفنية، أن متحف الفن الإسلامي يحتضن مجموعة من المقتنيات التاريخية النادرة والثمينة، ليس فقط من جنوب آسيا بل من كل أنحاء العالم، وقالت:" نظراً لغنى مجموعة متحف الفن الإسلامي بالتحف المرصعة بالجواهر فسوف أبدأ فوراً باختيار جوهرة، إنها خيار عملي ممتاز، فالمجوهرات هي بمثابة عملة مشتركة يتم تداولها منذ مئات السنين في جميع أنحاء العالم، وأنه تاريخياً، كانت منطقة شبه القارة الهندية غنية بالمجوهرات، ولكن خلال القرن السابع عشر - مع إنشاء طرق تجارية أوروبية جديدة - دخلت جواهر مختلفة إلى البلاط المغولي، شملت الزمرد الأخضر الداكن الذي كان يُستخرج من كولومبيا في أمريكا الجنوبية"، لافتة إلى أن الزمرد الأخضر هو جزء من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، وهو مثال رائع على نشاط التجارة العالمية.
وأضافت د. تارا إن أهم ما يميز الحجر هو أنه الزمردة الوحيدة المعروفة التي تحمل نقشاً للإمبراطور المغولي الرابع جهانغير (حكم من 1605 إلى 1627) في الهند، ساد اعتقاد بأن الزمرد يمتلك خصائص علاجية أو أنه يحمي حامله من الشرور، لهذا السبب كَنَزَه المغول في خزائنهم أو استخدموه في ترصيع مجوهراتهم وتزيين ملابسهم.
أما القطعة الثانية التي تم تسليط الضوء عليها فهي قطعة "يطغان" وهي نوع من السيوف المعروفة في تركيا، وأوضحت د. تارا ديجاردان، أن السيف يمكن أن يكون فعالاً في الدفاع عن النفس ضد مهاجمين محتملين، كما يمكن استخدامه للحصول على الطعام.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق